مقالات

ومضة | الحياة إرادة واختيارات

الكاتب/ة ترف عبدالكريم | تاريخ النشر:2021-04-07

عندما وعيت الحياة وسبرت أغوارها وتشكل وعيي السياسي والحقوقي علمت أننا كشعب "سعودي" شأننا كشأن أي شعب آخر يعاني من  حكم القلة الفاسدة و تبعات الاستبداد والقمع.

فلم يكن لديّ من بُد في اختيار منفاي وهجرة وطني الذي أحب.

إذ كان عليّ أن أختار بين الاعتقال التعسفي لمجرد رأيي ونشاطي المعارض لنظامنا السياسي المتمثل بالأسرة الحاكمة،أو أن أبقى رهن التعذيب والتنكيل، أو أن أصمت تماماً دون أي حراك! وهذا ما لا يليق بي وبكل من لا يستطيع أن يهنأ بعيش في هذه البلاد المظلوم أهلها ولديه ما يفعل وما يقول، أو أن أهاجر إلى ديار الله الواسعة التي يُحترم بها حق الإنسان وتُكفل له كافة حقوقه الأصيلة.

 

كل الاختيارات مُرة! 

الصمت الذي يُشعر أصحاب الضمائر الحيّة بالعجز والقهر إذ يكون الإنسان بهذه الحالة يريد أن يفعل أي شيء للوطن والمواطن، ولكنه يجد نفسه محاصراً  بأجهزة القمع والرقابة وهذا ما لا يريد، أو يصطدم بالنهاية بحواجز خوف الآخرين من الحديث في الشأن السياسي على أرض الواقع، وكل من يشاطرك هذا الهم تجده على وسائل التواصل الاجتماعي لاسيما تويتر المنصة الأشهر والأقوى للتعبير عن آرائنا. 

 

 حتى قرار هجرة الوطن والأهل، هذا القرار وحده ليس بالهيّن! هذا يعني فراق طويل تتغير معه الظروف العائلية بين وفاة وحياة وتحتدم الأشواق حتى تبلغ أقصاها ورغم سهولة التواصل إلا أن حبال الوصل  قد تُقطع خوفاً على ذوينا.

ولكنه الخيار الأنسب لمن كان لديه مشروعاً يود تنفيذه، أو حتى ينشد الحرية والعيش بسلام بعيداً عن بطش المستبد.

الحياة إذاً إرادة ومجموعة اختيارات، ولكن أرجو أن لا يكون الاعتقال هو المُنى لأي سبب كان، علينا أن لا نمكن الظالم منا ما استطعنا.