تقارير

صمت النظام استدعى صوت الدعاة.. "الأقصى" يشتاق للعلماء المعتقلين بسجون السلطات السعودية

تاريخ النشر:2023-04-13

شدوى الصلاح

بينما يواصل النظام السعودي ممارسة أحد أشكال الاستبداد باعتقال العلماء والدعاة وتغييب أصواتهم وتغليظ الأحكام عليهم، يبذل الاحتلال الصهيوني قصارى جهده ويسخر كافة إمكانياته لإنجاح تهويد المسجد الأقصى وفرض مشروع التقسيم الزماني والمكاني.

فالعلماء والدعاة يقع على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن مقدسات المسلمين ونشر الوعي والحث على أداء الواجب في حماية المسجد الأقصى ونصرته، وهي المهمة التي لم يقصر في أدائها كافة العلماء المعتقلين في سجون السلطات السعودية.

لكن الساحة الدعوية بالمملكة السعودية باتت خاوية من العلماء الذين ينادون بتحرير الأقصى والوقوف ضد الكيان الصهيوني بعدما سجن الأمير محمد بن سلمان العلماء والدعاة المشهود لهم بالكفاءة والريادة، بعد 3 أشهر من وصوله لولاية العهد في يونيو/حزيران 2017.

وذلك في حملة اعتقالات شنها في سبتمبر/أيلول 2017، وبدأت باعتقال الداعيتين سلمان العودة وعوض القرني، وتواصلت باعتقال رموز إسلامية بارزة منهم عبدالعزيز الفوزان، وصالح آل طالب، وسفر الحوالي، وناصر العمر، وعلي العمري، وغيرهم آخرين تكشف لاحقا تعرضهم للتعذيب.

ولكافة العلماء والدعاة المعتقلين في المملكة والسابق ذكر أسمائهم مواقف وأراء بارزة صدحوا بها دفاعا عن المسجد الأقصى، ومناهضة للاحتلال الإسرائيلي، على كافة منابرهم الإعلامية وحساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحظى بمتابعة الملايين.

 

بصيرة العودة

ومن أبرزهم الداعية الدكتور سلمان العودة (66 عاما)، -يتابعه على حسابه بتويتر قرابة الـ13 مليون شخص- والذي كان دائم التأكيد على وجوب أن تعي الأمة دورها في حماية الأقصى من المؤامرات الصهيونية، معلنا رفضه كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

كما كان الشيخ العودة - الذي تطالب النيابة بالإعدام في حقه بناء على تهم زائفة- لحوحا في دعائه لله بنصرة الفلسطينيين والمقدسات، وداعيا إلى ديمومة التحدي لسردية الاحتلال، ومستنهضا لهمم الإعلام والإعلاميين لتخصيص أصواتهم ومنابرهم وأقلامهم لدعم القضية الفلسطينية بكافة اللغات.

وأعاد قبل شهرين من اعتقاله، نشر مقطع فيديو له بعنوان "أنا القدس" على حسابه بتويتر، استنكر خلاله أفعال الاحتلال الإسرائيلي وتدنيسه للمسجد الأقصى وتضيقه على المرابطين فيه، واستهجن استمراره في فرض التقسيم الزماني والمكاني، وبشر بقرب النصر.

وخلال المقطع الذي نشره العودة أول مرة على حسابه باليوتيوب في 16 سبتمبر/أيلول 2015، وجه كلمة تحذيرية لآل إسرائيل قائلا لهم "يا آلَ إسرائيلَ.. لا يأخذْكم الغرورْ، عقاربُ الساعاتِ إن توقّفتْ، لا بدَّ أن تدورْ.. إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا.. فالريشُ قد يسقطُ عن أجنحةِ النسورْ.. والعطشُ الطويلُ لا يخيفنا فالماءُ يبقى دائماً في باطنِ الصخورْ".

وأضاف: "هزمتمُ الجيوشَ.. إلا أنكم لم تهزموا الشعورْ، قطعتم الأشجارَ من رؤوسها.. وظلّتِ الجذورْ، للحزنِ أولادٌ سيكبرونْ.. للوجعِ الطويلِ أولادٌ سيكبرونْ، للأرضِ، للحاراتِ، للأبوابِ، أولادٌ سيكبرونْ".

وتابع العودة: "يا آلَ إسرائيلَ.. لا تسكروا بالنصرْ.. إذا قتلتُم خالداً.. فسوفَ يأتي عمرْو، وإن سحقتُم وردةً.. فسوفَ يبقى العِطرْ"، مؤكدا أن المطلوب نصرة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الأعزال بكل المستطاع والممكن والواقعي ولو كان قليل.

https://twitter.com/salman_alodah/status/888348642054156288?s=20

وفي يوليو/تموز 2017، شارك العودة في مؤتمر بعنوان "لا للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأٌقصى" وقال فيه إن الأقصى يرتبط مع المسجد الحرام والمسجد النبوي، موجها خطابا إلى الشباب حثهم فيه على الخلاص من شعور الإحباط واليأس تجاه ما يحدث في الأقصى.

https://twitter.com/salman_alodah/status/889206705392951296?s=20

وتحت عنوان "150 طريقة لنصرة الأقصى"، تحدث العودة عن دور الفرد والمرأة والأسرة والعاملين في قطاعات التعليم، ودور الإعلام، والمثقفين والأدباء، والأئمة والخطباء والدعاة والمصلحين، في نصرة الأقصى.

كما تحدث عن دور الجمعيات الأهلية والنقابات المهنية والتطبيقية والأندية والمؤسسات، والاقتصاد، والفلسطينيين، والحكومات في حماية الأقصى.

ودأب العودة على الحديث في مقالاته التي ينشره على موقعه الرسمي Islamtoday.net عن الأقصى، وحمل هم الدفاع عنه والإيعاز للشباب بالتمسك به وحمايته، محذرا من مخططات الاحتلال.

وفي مقال دونه تحت عنوان "الأقصى في خطر"، حذر من أن المسجد يواجه أخطار مفزعة وجسيمة تهدد بمستقبل قاتم، وقد يصحو المسلمون على المسجد مدمّراً أو محوّلاً إلى شيء آخر.

وعّرف العودة في مقاله عن بعض الجماعات الدينية اليهودية المتطرفة، وأوضح رؤيتهم لوجوب بناء الهيكل الذي يعتبرونه القضية الأم، ويمثل بحسب زعمهم بيت الربّ أو الإله، والمكان الأمثل والمفضل لوضع تابوت العهد.

وأشار إلى تهجير الاحتلال الإسرائيلي لسكان القدس خاصة وفلسطين عامة، لافتا إلى إخلاء وتهجير قرى كاملة وبدء مرحلة جديدة نوعيّة في النشاط والتوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة.

واستعرض العودة مراحل تقسيم القدس، ومحاولات هدم الأقصى منذ 1969، متسائلا "متى يستيقظ المسلمون؟ ومتى يضعون قضية الأقصى في سلم أولويّاتهم واهتماماتهم، حكومات، وشعوباً، وجماعات، وأفراداً؟".

 

صلابة القرني

الشيخ الدكتور عوض القرني، والذي يتابعه على حسابه بتويتر، قرابة مليوني شخص، وهو أيضا أحد أبرز الدعاة المعتقلين لدى النظام السعودي ضمن حملة اعتقالات سبتمبر/أيلول 2017، وعرف بمواقفه وأراءه الداعمة للأقصى.

 وفي مداخلة هاتفية للقرني إبان اعتداءات الصهاينة على الأقصى وانتهاكه وإغلاقه في يوليو/تموز 2017، أكد أن المشروع الصهيوني جاء لاقتلاع المسجد بحسب ما هو معلن في أديباتهم وديانتهم المحرفة ومشروعهم وطرحهم الإعلامي، لخدمة قضية الهيكل.

وأشار إلى أن ممارسة الاحتلال ضمن مشروعهم الاستيطاني الإحلالي الذي يقوم حسب روايتهم على الأرض المحتلة من الفرات إلى النيل، ويحتلوا بلاد الشام، والجزء الأكبر من الجزيرة العربية، مؤكدا أن تدمير المسجد الأقصى هو مشروع صهيوني.

ودعا القرني المسلمين في كل مكان ألا ينخدعوا بالأوهام، ومزاعم السلام مع الاحتلال الصهيوني، لافتا إلى أن من يتحدث عن ذلك إما عدو متربص أو جاهل لا يعرف حقيقة المشروع الصهيوني، بالإضافة إلى أن فكرة السلام مع الصهاينة المحتلين للأرض لا يجوز من الناحية الشرعية والتاريخية والإنسانية.

وأضاف أن المسجد الأٌقصى هو أيقونة الصراع بين المسلمين والصهاينة، موضحا أن هذا اعتقادهم ويجب أن يكون اعتقاد المسلمين أيضا، وأن تكون الأمة واعية بأن الأقصى ليس قضية الشعب الفلسطيني المجاهد وحده وإنما قضية الأمة كلها.

وعن أسباب تجرؤ الاحتلال على اقتحام الأقصى، قال القرني، إنهم رأوا أن الأمة بلغت من الضعف والانشغال والتشتت والتفرق والصراعات حتى وهنت وشغلت بنفسها، وعلموا أنها أعجز من أن تقف في وجوههم.

وذّكر بأن المسجد الأقصى هو ثالث المسجدين وأولى القبلتين، والأرض المقدسة والمباركة بالنسبة للمسلمين، ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم، والأرض التي خاضت الأمة عبر مئات السنين معارك من أجلها، وبالتالي هو قضية المسلمين جميعا.

وحذر القرني من أن هدف الصهاينة بعد الأقصى هو المدينة ومكة، مشيرا إلى معتقداتهم وخرائطهم ومفكروهم يعملون لأجل هذا، قائلا: "إن سمحتم لهم بخطوة رغدا أو رعدا أو خديعة أو خوفا منهم أو من القوى المتصهينة ورائهم بالغرب فاعلموا أنكم يجب أن تنتظروهم في الخطوة التالية".

https://twitter.com/awadalqarni/status/889532848277000192?s=20

وسبق ودون القرني 12 تغريدة شاركها في وسم #لأجل_الأقصى الذي دشنه علماء ومفكرون في أكتوبر/تشرين الأول 2015 بالتزامن مع انتهاكات المستوطنين للمسجد الأقصى وتدنيسه تحت حماية جنود الاحتلال، وباركوا خلاله انتفاضة الأقصى انتصارا للأقصى.

وأكد القرني أن قضية الأقصى قضية دين وعقيدة وتأريخ ومستقبل ووجود ومصلحة، وهي عبر العصور معيار عزة الأمة وقوتها وكرامتها، مضيفا أن مهما كثرت المؤامرات واشتدت الأزمات وتعاظمت الابتلاءات فسيبقى إشعاع فجر تحرير الأقصى مضيئاً في القلوب حاضراً في النفوس حتى يتحقق.

وقال: "أي اتفاقية سلام أو استسلام تفرط في شبر من فلسطين وبخاصة في القدس لا تمثل أمتنا وهي غير معنية بها وعند أطفال الأقصى الخبر اليقين"، موضحا أن من أهداف إشعال حرائق الأزمات ونشر الفساد في الأوطان هو للإشغال عن قضية فلسطين ولتأمين الصهاينة.

وبشر القرني، شباب الإسلام بأن النصر قريب، قائلا: "ستنتصر فلسطين ورجالها حتماً ويقيناً وإن شككنا في ذلك فنحن نكذب نبينا وقرآننا نعوذ بالله من ذلك، فهل يغادر العقلاء سفينة وهم السلام".

 

حنكة العلماء

وكان لكثير من علماء المملكة المغيبين في سجون ولي العهد، مواقف بارزة في الدفاع عن المسجد أقصى، إذ وصف الدكتور ناصر العمر، الذي غلظت محكمة الاستئناف حكم سجنه من 10 سنوات إلى 30 سنة، إغلاقه في 2017، بالجريمة النكراء التي تضاف لجرائم المحتلين وأعوانهم.

وأشار سابقا إلى أن المحتلين ساعون في مخططهم الإجرامي لهدم الأقصى مؤكدا أن واجب المسلمين التضامن مع إخوانهم هناك لمنع ذلك.

بينما كان لإمام وخطيب المسجد الحرام والقاضي بمكة المكرمة الشيخ الدكتور صالح آل طالب، المعتقل في أغسطس/آب 2018، خطبة أكد فيها عدم جواز استغلال الأحداث في الأقصى لتبادل الاتهامات وتكريس الخلافات وتصفية الحسابات.

ورأى أن العدل يقتضي أن نقول إن الفلسطينيين عموما والمقدسيين خصوصا ضحوا تضحية عز نظيرها، فقد عاشوا أطول احتلال في هذا العصر وهم متمسكون بأرضهم متشبثون بها مرابطون على الأكناف بلا أسلحة إلا الحجارة والهتاف.

وأشار آل طالب، إلى أن قرى الفلسطينيين تتعرض لمجازر ومذابح لإرهابهم وتهجيرهم، لكن ما زادهم ذلك إلا ثباتا، وجربوا قهر الرجال في سلب الأرض وتكالبت قوى العالم عليهم وهم صامدون، وعاشوا في مخيمات، وولدت كثير من أجيالهم في المنافي والشتات.

وأضاف: "أقلوا عليهم من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا، أقيلوا عثرات من عثر منهم بسبب ضغط الواقع عليهم وشدته، ولئن أسأ بعضهم أو أخطأ في تقدير موقف فإن البقية ليسوا كذلك، وهم أولى الناس بإقالة العثار والتماس الأعذار".

 

تصعيد الاحتلال

المواقف السابق ذكرها لبعض العلماء المعتقلين مجرد نماذج محدودة من كم هائل تعاد إلى الأذهان في أعقاب تصعيد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على الأقصى والذي يرافقه إطلاق ناشطون على تويتر حملات لتحريك الشعوب للدفاع عن مقدسات المسلمين.

وأبرزها #الأقصى_في_خطر، #الأقصى_يستغيث، #المسجد_الأقصى، وهي الحملات التي تتصاعد وتيرة التفاعل عليها في هذا التوقيت من كل عام، إذ تجدد شرطة الاحتلال اعتداءاتها الصهيونية على الأقصى في شهر رمضان الكريم، والذي جاء هذا العام متزامنا مع ما يسمى بعيد الفصح اليهودي.

ومنذ مطلع شهر رمضان الجاري، طردت شرطة الاحتلال المعتكفين بالمسجد الأقصى ونكلت بالمرابطين وضيقت عليهم، وضربتهم بوحشية مفرطة، وقطعت عنهم الكهرباء وكان بينهم أطفال ونساء، كما أطلقت قنابل الغاز داخل المسجد، وتسببت في وقوع إصابات بالغة.

الأمر الذي دفع ناشطون، للتساؤل عن موقف المملكة من ذلك العدوان على الأقصى، خاصة أن بيان وزارة الخارجية، لم يرق لمستوى الحدث وضخامة جرائم الاحتلال، واقتصر على الإعراب عن القلق وإدانة الاقتحام والتلميح إلى أن تلك الممارسات تقوض ما وصفتها بـ"جهود السلام".

وأعربوا عن استيائهم من الموقف السعودي الرسمي تجاه التصعيد الإسرائيلي في الأقصى وعّدو ما صدر مجرد "بيان خجول" لن يعيد الأقصى أو يحرر فلسطين، خاصة أن المملكة تبسط أرضها لحاخامات يهودية وتتعاون أمنيا مع المحتل الصهيوني.

وفي أعقاب المخاض العظيم الذي يمر به المسجد الأقصى، ووهن الأمة وتداعى الأمم عليها وغفلتها، ورعونة حكام الأنظمة العربية والإسلامية، تمنى مراقبون لو أن هؤلاء الدعاة والعلماء ينعمون بالحرية ويملكون حق الصدح بالكلمة لنصرة الأقصى.

واستنكروا تقويض ولي العهد لكل مراكز القوى الدعوية، واستهداف كل شخصية مؤثرة لها حضور جماهيري وشعبية واسعة في الساحة السعودية خصوصا والعربية والإسلامية عموما.

 

خدمة الصهاينة

الكاتب والباحث الفلسطيني محمد خير موسى، قال إن ما يجري اليوم في المسجد الأقصى المبارك من اقتحامات وعدوان متصاعد ومحاولة فرض للسيادة الصهيونية عليه ترافق مع تغييب متعمد وممنهج لثلة من خيار الدعاة والعلماء والمفكرين والمصلحين في السعودية.

وذّكر في تصريحات خاصة لـ"صوت الناس" بأن هؤلاء المغيبين في سجون النظام السعودي كانوا يعيشون مع المسجد الأقصى شقيق الحرمين الشريفين بقلوبهم وأرواحهم وكلماتهم ونصرتهم له، وكنا نرى الأقصى حاضرا في كل تفاصيل عملهم الدعوي والفكري والإصلاحي.

وأكد موسى، أن تغييب أصوات هؤلاء العلماء واستمرار اعتقالهم في هذه الظروف التي يمر بها المسجد الأقصى يمثل خدمة للصهاينة في تغييب الصوت الرافض لعدوانهم وإجرامهم على مقدسات المسلمين.

وأشار إلى أن هذا التغييب للعلماء ترافق مع غياب صوت حقيقي يدعم المسجد الأقصى المبارك بوصفه ثالث المسجدين وشقيق الحرمين، قائلا إن من يدعي أنه يقوم على خدمة الحرمين لا يجوز له التفريط في شقيقهما.

وحذر الكاتب والباحث الفلسطيني، من أن ما يجري في المسجد الأقصى لا يمثل خطرا على القدس وفلسطين فقط، وإنما ينذر بخطر على الحرمين أيضا، لأن من فرط في مسرى النبي ﷺ فهو مفرط حتما في المسجدين الحرام والنبوي.

وأضاف أن النظام السعودي وإن كان لا يزال يعلن أنه ضد العلاقات والتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي "مبدئيا" لكن تصريحاته الرسمية وغيرها من الجهات الدينية تدل على أنه منسجما مع دعوات التطبيع، وهذا ما يفسر كونه "شبه صامت" عما يحدث في الأقصى.

 

دوافع الاعتقال

فيما قال الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة الدكتور جمال عبدالستار، إن حبس العلماء والدعاة من أكبر الجرائم التي تقترف في حق الأمة كلها، لأن أغلبهم لا ينتسبوا للسعودية فقط وإنما للأمة جمعا، وكانوا يسوقوها إلى الخير وقيم الإسلام والعدل والحرية والمساواة، ويستفاد من علمهم.

وأكد في حديثه مع "صوت الناس"، أن تكميم أصوات هؤلاء العلماء واعتقالهم وإلقاء التهم عليهم ظلما وبطلانا من أكبر الجرائم الشرعية والإنسانية والعرفية ولن تنساها الأمة للنظام السعودي الذي حرمها من قامات علمية وفكرية.

وعّد عبدالستار، اعتقال العلماء اعتداء على العلم والدين وإجراما واستبدادا وطغيانا، مؤكدا أن الله لن يتركهم أو يضيعهم، وإنما سينتقم لهم في الدنيا والآخرة، لأن الله وعد المستبدين والطغاة بالانتقام منهم كما انتقم من السابقين بحسب سنة الله في الأرض.

وأضاف: "بالطبع الأنظمة التي تعادي العلماء والقيم الإسلامية وتفتح الباب للفسق واللهو والعري وتنشر ذلك في الشباب وتحاول تدمير البنية التحتية للقيم، لابد أن تكون حليفة للمحتلين والصهاينة، فهذه منهجيتهم وآلياتهم".

وأشار عبدالستار، إلى أن هذه الأنظمة ليس لها ولاء للشعوب وإنما أتت بدعم خارجي، ولولاه لما استطاعوا أن يبقوا في السلطة ليوم واحد، مؤكدا أن من الطبيعي أن تدعم تلك الأنظمة المحتلين والمعتدين والمغتصبين.

وأوضح أن القاسم المشترك بين العلماء الذين غيبوا في سجون النظام السعودي أنهم كانوا يحملون لواء القضية الفلسطينية ودعم المسجد الأقصى ويدافعون عنها ويعيشون من أجلها وينشروها في العالم بأسره، ويوجهون الأمة إلى تبنيها والانتساب لها وصدق الدفاع عنها.

وأكد عبدالستار، أن ذلك كان من أكثر الأسباب التي دفعت الأنظمة المتعاونة مع الصهاينة والمتحالفة معهم والموالية لهم لتكمم أفواه العلماء واعتقالهم والاعتداء عليهم والحكم عليهم بالسجن سنوات طوال دون جريرة أو ذنب اقترفوه.