تقارير

اسمها الجنجويد.. اتهام السعودية "جماعات مسلحة " بتخريب سفارتها بالخرطوم يثير الغضب

تاريخ النشر:2023-06-08

يواصل النظام السعودي انتقاء ألفاظه واختيار مصطلحاته في التعامل مع الحرب الدائرة في السودان بين رئيس المجلس العسكري عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ويتمسك باختيار موقع الوسط رغم ما تتعرض له قنصليته وبعثاته الدبلوماسية من استهداف، بعكس سياسته المعهودة في التعامل مع مواقف مشابهة.

الخارجية السعودية أعلنت في 7 يونيو/حزيران 2023، أن بعض "الجماعات مسلحة" التي لم تسمها قامت بـ"تخريب وعبث" في مبنى سفارتها بالعاصمة السودانية الخرطوم والملحقيات التابعة لها، بالإضافة إلى تخريب سكن وممتلكات الموظفين السعوديين العاملين في السفارة، معربة عن رفضها التام لكل أشكال العنف والتخريب تجاه البعثات والممثليات الدبلوماسية.

وأثارت الصيغة التي أدانت بها المملكة ما لحق بسفارتها من أضرار، موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، إذ استنكروا تجنبت السلطات السعودية توجيه إدانة مباشرة إلى قوات الدعم السريع باستهدافها وتسمية الفاعلين بـ"جماعات مسلحة"، معربين عن استيائهم من موقف المملكة الذي عدوه بمثابة حماية للجنجويد.

وأكد المعلقون على بيان الخارجية السعودية على أن الجماعة المسلحة المشار إليها هي "قوات الدعم السريع المسلحة"، مشيرين إلى أنها تروع المواطنين السودانيين الآمنين في ديارهم وترتكب مجازر وانتهاكات ترقى إلى "جرائم الحرب" وتسرق وتنهب الممتلكات العامة والخاصة، وتحاصر المدن وتعطش أهلها وتستبيح أعراض النساء وتنتهك حقوق الإنسان.

وعلقت المغردة السودانية جميلة على بيان الخارجية السعودية قائلة "اسمها ميليشيا الدعم السريع ونناديها بالجنجويد وهي ميليشيا إرهابية، ونحن وأنتم نعلم بأنها الابن المدلل المدعوم من الإمارات".

وعّدل أحد المغردين صيغة البيان وأعاد نشرها، قائلا: "تعرب وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية بأشد العبارات ما قامت به قوات الجنجويد المغتصبة من تخريب وعبث في مبنى سفارة المملكة لدى السودان والملحقيات التابعة لها، بالإضافة إلى تخريب سكن وممتلكات الموظفين السعوديين العاملين في السفارة".

واكتفى محمد عيسى، بالتعليق على بيان الخارجية السعودية بوسم #جرائم_الدعم_السريع، في إشارة إلى أن اقتحام السفارة السعودية يندرج ضمن قائمة جرائم الجنجويد.

وهو ما فعلته المغردة ريم أيضا، إذ عقبت على البيان قائلة: "الدعم السريع، #الدعم_السريع_مليشيا_ارهابية، #الدعم_السريع_يستبيح_بيوتنا."

https://twitter.com/Reemabdat/status/1666557702024167425?s=20

وكتب أحد المغردين: "الجماعات = مليشيا الدعم السريع = قوات الدعم السريع = المرتزقة أفراد الدعم السريع"، قائلا: "نعلم من قام بكل هذا وربنا يعوضكم في الخسائر وخسائر جميع السودانيين".

https://twitter.com/iFiFTY_/status/1666574031506780160?s=20

وطالب أيمن حمزة الخارجية السعودية بتسمية الأشياء بمسمياتها.

https://twitter.com/ayman7150/status/1666558106937991169?s=20

وكتب عمر فرح: "لا توجد سوى مجموعة واحدة تقوم بأعمال النهب والسلب والتخريب والسطو على المنازل والمنشآت المدنية والحكومية إنها قوات الدعم السريع التي لا تريدون تسميتها صراحةً، ونتمنى أن تكونوا قد وقفتم عند حقيقية القوات الإجرامية التي كنتم تدعمونها وتساندون قائدهم الهالك".

https://twitter.com/omarfar51674552/status/1666723770323566592?s=20

وسخر المغرد أحمد من بيان الخارجية السعودية، متسائلا: "إذا ما قادرين تميزوا بين الدعم السريع والجيش !! طيب هتراقبو الهُدنة كيف؟".

https://twitter.com/ahmedbing8/status/1666561948127821826?s=20

وقال المغرد السعودي فهد بن مشيهيب الهوازني، إن السكوت عن الأولى يجيب الثانية والثالثة وما بعدها، خصوصاً أن الجميع يعرف من وراها، ولا نستغرب أن تحدث في غير السودان مثل اليمن، ونحن نشاهد التحريض علناً في مواقع التواصل.

https://twitter.com/Ifahadalnomari/status/1666566427287908352?s=20

وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تنتهك فيها حرمة السفارات والبعثات والمرافق الدبلوماسية السعودية في السودان، خاصة منذ احتدام المعارك بين الجيش والدعم السريع منتصف أبريل/نيسان 2023، والذي أسفر عن وقوع مئات القتلى والجرحى المدنيين وتسبب في موجة نزوح غير مسبوقة وانهيار المنظومة الصحية.

فقد تعرضت طائرة ركّاب تابعة للخطوط الجوية السعودية لأضرار جراء إطلاق نار في مطار الخرطوم في 15 أبريل/نيسان 2023، أثناء تجهيزها لرحلة العودة، وعلى متنها طاقم الطائرة والركاب متجهة إلى الرياض، حسبما أعلنت شركة الطيران الوطنية السعودية.

وفي 3 مايو/أيار 2023، تعرض مبنى الملحقية الثقافية السعودية في السودان إلى اقتحام وتعرض لتخريب الأجهزة والكاميرات والاستيلاء على بعض ممتلكات الملحقية، وعطّلت أنظمة وخوادم الملحقية، وحينها أيضا نسبت خارجية المملكة العمل لمجموعة مسلحة، مستنكرة الاقتحام وداعية لاحترام حرمة البعثات الدبلوماسية ومعاقبة الجناة.

ويعد الاعتداء على المقار الدبلوماسية والدبلوماسيين عملا معتادا في حالات الحرب والفوضى وأحد مظاهر الانفلات الأمني المدان والمرفوض، وسبق وتعاملت الرياض معه بحزم أكثر مما هو حاصل اليوم، ووصل حد قطع العلاقات، مثلما حصل مع إيران في 3 يناير/كانون الثاني 2016 بعد إقدام مجموعات على اقتحام مقر سفارتها بطهران وقنصليتها.

وتمارس السعودية دور الوسيط بين الجيش والدعم السريع لحل الصراع المحتدم بينهما، لكن كل جهودها تبوء بالفشل، إذا سرعان ما يعاود طرفي الصراع القتال مرة أخرى؛ وأخرها اندلاع اشتباكات شرسة اليوم 8 يونيو/حزيران 2023 في الخرطوم باستخدام أسلحة ثقيلة وخفيفة مع تحليق مكثف لطيران عسكري، أدت لنشوب حرائق في مستودعات النفط.

المصار:
إصابة طائرة ركّاب سعودية بطلقات نارية في مطار الخرطوم
السعودية تستنكر اقتحام مبنى ملحقيتها الثقافية في السودان

تفاصيل قطع السعودية علاقاتها مع إيران
حرائق بمستودعات نفط في السودان.. واعتداء يطال سفارة الرياض بالخرطوم