في لقاء محمد بن سلمان على قناة فوكس نيوزالأمريكية، ذُكرت عدة نقاط هامة لا يمكن تفويتها ولا حتى النظر إليها على أنها فخر أوإنجاز أو قصة تُروى ويُضرب بها المثل بالنجاح، بل على العكس تماماً .
هنا يُحار المرء من أين يبدأ وبمَ؟! من الاستهتار بأرواح البشر وضياع أعمارهم، عندما قال بأن اغتيال جمال خاشقجي كان خطأً وأُغلقت القضية دون أن نعلم على الأقل أين جثمانه- رحمه الله-! أم في محاولة فاشلة منه بإيهام المواطن المتسمر أمام الشاشة، بأن القضاء مستقل ولا علاقة له بحكم الإعدام الذي صدر مؤخراً على محمد الغامدي!؟ وأن تدخله بالقضاء يمس سيادة القانون! على أساس أن القضاء مستقل وليس بيديه شيء، هنا يكمن الخِداع.
ومن هنا ينشأ تجهيل الشعوب وانعدام الوعي السياسي، نحن في المملكة العربية السعودية أمام ملكية مطلقة، الحكم فيها بيد فرد واحد، هو المحرك للوطن بما فيه، هو الآمر الناهي، وما من أحدٍ مهما علا كعبه بإمكانه أن يتصرف بغير إرادة محمد بن سلمان.
عندما ذكر في اللقاء بأنه "يركز على ما يخدم مصالح السعودية وشعبها" هذا جيد لو كان ثمة مشاركة سياسية، وليس عندما يكون هناك استئثار بالمال والسلطة ولا أريكم إلا ما أرى وصولاً إلى الوصاية السياسية، التي تفرض على المواطن رؤية موحدة يعتقد الحاكم بأنها هي الأفضل، والويل والثبور لمن يحاول أن ينبس ببنت شفه مشيراً إلى أن هذا العمل لا يناسبني، هذا هو أُس الاستبداد وجذوره ومنشأ الطغيان، لو أنه يصغي للشعب، ويحاول أن يفتح نافذة بينه وبينهم لعلم أنهم في أمس الحاجة للمال الذي يهدر على الترفيه وهم لا يستطيعون الذهاب لتلك الأماكن لغلائها ولوجود ما هو أهم من ذلك وأساسي لديهم أولاً، لسمع أنينهم من الضرائب بدون وجه حق" إذ لا ضرائب بلا تمثيل" لسمع صراخهم وخيبة آمالهم مجتمعة على ما فاض به فمه من تصريح مخزٍ بشأن التطبيع مع المحتل، لسمع كل..كل الشعب بأكمله يصدع "أنا عقبة" نحن مع القضية الفلسطينية ولا نرضا بالسماح للصهاينة بدخول أراضينا، ولا يمكن للجسم الغريب المزروع بيننا أن يكون مُرحباً به بكل أريحية كلاعب رسمي في الشرق الأوسط، يجب أن يبقَ منبوذاً، وصوت الحق يعلو ولا يُعلى عليه، نحن مع فلسطين وهي قضيتنا الأولى، باختصار لا يمكن أن يرى من لا يسمع إلا صدى صوته، عندما جعل نفسه الدولة، والوطن، والشعب وكل شيء، ليسنح بفرصة حقيقية بعيداً عن البطش للاستماع لصوت المواطن إن كان صادقاً بأنه يريد خدمة مصالح الشعب، ولن يكون محمد بن سلمان واحداً من الشعب كما يدعيّ وهو يقمعنا ويخل بعلاقة الحاكم والمحكوم ولا يحترمنا ويحترم قراراتنا ويستفرد بالحكم وحده فنحن لسنا دُمى، لا أنت منا ولا نحن منك.