انتهاك حقوق الفلسطينيين بدأ مع بداية تخطيط الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وصولاً إلى هذا اليوم، وليس منذ أن بدأ طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 ! وفي إبان هذا الاحتلال تعالت أصوات المنظرين الذين يقدمون النصائح الباردة أثناء احتساء فنجان قهوة! لا أحد منهم خبر معنى أن تُحتل بلدك وينتهك عرضك أو أن تتكالب عليك الأمم، لا أحد اختبر مدى هذا القهر وأنت تُجرد من وطنك.
لا حقيقة مطلقة هنا سوى أن أهلنا في فلسطين يتعرضون للتهجير من وطنهم، وللقتل حد الإبادة من قِبل الصهيوني المحتل وسط خذلان القريب قبل البعيد، ولكن ثمة شرفاء في كل مكان على هذه الأرض يقفون مع القضية الفلسطينية دون الانحياز لدين أو لون أو عرق، ما يوحدهم هنا هو الإنسانية والرفض القاطع للظلم.
فلسطين الحبيبة الأبية التي امتلكت مكانة في القلب حتى باتت قطعة منه، قبل أن تتأرجح مكانتها الدولية بين صعود وهبوط، وها هي تعود إلى الصدارة مثلما يجب أن تكون عليه، رُبينا على حُبها ونُصرتها دون الالتفات إلى تلك الأصوات النشاز التي تهدف إلى حرف بوصلة الحق، هكذا هي في قلوبنا ولم تتغير قط وستبقَ كذلك، فالشرفاء لهم مبادئهم التي لا تتأرجح مع الحكام المستبدين على حسب أهوائهم.
فلسطين التي تهفو إليها نفوسنا بأقصاها الذي نتمنى فيه سجدة قبل الممات، هكذا كنا ندعو وما زلنا، في الصدور صرخات ستنفجر كقنابل تريد الخروج للصدع بالحق وتلبية لنداء فلسطين أسوة بالشعوب الأخرى التي لديها هامشاً أو متسعاً من الحريات تسمح لهم بنصرة الفلسطينيين والتعبير عن ذلك من خلال المسيرات والمظاهرات الداعمة لعدالة القضية الفلسطينية، لا أن نبقَ شعباً خاملاً لا يمكنه أن يهتف للفلسطينيين في شارع منزله! و إلا فالشعب في المملكة السعودية يريد أن يفعل أكثر من الدعاء والبكاء ، وإدانات الجرائم أمر مقدور عليه، ولكن ما لم تترجم لإجراء فعلي على واقع الأرض فهو لا قيمة له، و القضية الفلسطينية ونصرة أهلنا في فلسطين ومكانتها لا يمكن أن تُجتث من القلوب.