تقارير

لمن يسأل أين علماء الشريعة من الحرب على غزة.. إنهم مغيبون في سجون السعودية

تاريخ النشر:2023-11-13

أين الشيوخ مما يحدث في فلسطين؟، أين صوت علمائنا في المملكة السعودية مما يحدث على العزل في غزة؟ أين الدعاة من دماء الأبرياء في فلسطين؟.. هذه التساؤلات مجرد غيض من سيل استفسارات كثيرة طرحها ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، في أعقاب تصعيد الاحتلال الإسرائيلي الحرب على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2023.

والثابت أن عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، اتسم بقمع العلماء، حيث بدأ نجله محمد، سلم صعوده هرم السلطة بسلسلة إجراءات لتعزيز سلطته، كان أبرزها شن حملة اعتقالات طالت الدعاة والمفكرين والإصلاحيين والكتاب وكافة المؤثرين في المملكة عقب شهور قليلة من وصوله إلى ولاية العهد في يونيو/حزيران 2017، وأتبعها باعتقالات أخرى طالت الأمراء.

أما هيئة كبار العلماء التي يرأسها عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، فلم يسمع لها همسا حول ما يحدث في غزة، ولم يعد لدى أعضائها القدرة على أن يحلوا حلالا أو يحرموا حراما، وأصبحت كل أعمالهم مجرد دعاية وتطبيل وتملق لابن سلمان وشرعنة لطغيانه، وترهيب من الخروج عن ولي الأمر والترويج للنمط الحديث من الحريات التي تروج لها السلطة.

وتحولت هيئة كبار العلماء إلى منظمة إغاثة يقتصر دورها على الحث على المساهمة في إغاثة الفلسطينيين في غزة وجمع التبرعات، ولم تخل هذه الدعوة من مجاملة وملاطفة السلطة بتصريح من آل الشيخ بأن إطلاق الحملة الشعبية السعودية من الأعمال العظيمة والخيرة التي تؤكد حرص القيادة في هذا البلد على تلمس حاجات المنكوبين والمحتاجين للمساعدة.

بينما العلماء من أصحاب المواقف الصلبة المناهضة للاحتلال والمناصرة للفلسطينيين فلا يزالوا مقموعين داخل سجون موصدة، وأصواتهم مغيبة وأفواههم مكممة، وحقوقهم منتهكة، ينفذون أحكاما قاسية، ويعاد تدويرهم في قضايا جديدة، وتضاعف الأحكام الصادر بسجنهم، وبعضهم يترقب تنفيذ أحكاما بالإعدام صادرة من قضاة مشكوك في نزاهتهم.

ومن أبرز هؤلاء العلماء ودعاة الإصلاح المعتقلين في عهد سلمان الذي بُويع ملكا للسعودية في يناير/كانون الأول 2015 عقب وفاة الملك عبدالله، سلمان العودة، وعوض القرني، وعبدالعزيز الطريفي، ناصر العمر، علي العمري، محمد موسى الشريف، علي بادحدح، عادل باناعمة، بدر المشاري، سفر الحوالي، إبراهيم الحارثي، وغيرهم كثيرين.

سلمان العودة

سلمان بن فهد بن عبد الله العودة (67 عاما)، داعية إسلامي ورجل دين واستاذ جامعي ومفكر سعودي ومقدم برامج تلفزيونية دعوية، ويتابعه الملايين، وكان منخرطا في الحديث عن أزمات العالم الإسلامي وسبل حلها، اعتقل في سبتمبر/أيلول 2017، ووجهت له 37 تهمة تتعلق بخطابه السلمي الداعي للإصلاحات، وطالب المدعي العام بتوقيع عقوبة الإعدام عليه.

دافع العودة بقوة عن القضية الفلسطينية وكان لسان صدق في زمن زيفت فيه الحقائق، وله مقال كتبه في يوليو/تموز 2014 بعنوان "غزة.. سيُهزم الجمع" في أعقاب الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي على غزة تحت مسمى "عملية الجرف الصامد"، أكد خلاله أن الحرب ذات أهمية للمجتمع الإسرائيلي ذي النسيج المفكك غير المتلاحم، وأن السلام أكذوبة كبرى.

وتحدث في مقاله الذي كتبه وكأنه موجود بيننا ويسطر كلماته اليوم، عن المقومات التي يملكها الشعب الفلسطيني لمقاومة الاحتلال، ومنها الاستعداد للتضحية والموت في سبيل الله، الإيمان بعدالة قضيتهم، كما يملكون سحب اليد من أي علاقة مع "إسرائيل"، ويسندون ظهورهم لقاعدة عريضة من شعوب العرب والمسلمين.

وأكد العودة أن من مقومات مقاومة الاحتلال التعبير عن الرفض والاحتجاج بكل الوسائل المشروعة؛ بالكلمة، بالخطبة، بالدرس، بالقصة، بالقصيدة، بالبرنامج، وإشهار سلاح الوحدة وتجاوز الخلافات والأنانية، والدعاء الصادق الذي يقرع أبواب السماوات، مشيرا إلى أن مليار ونصف المليار من المتعاطفين يحتاجون إلى شحذ الهمة وتقوية العزيمة.

 وكان للعودة دور بارز في استنهاض الهمم لمناصرة غزة وأهلها عبر حسابه على تويتر، إذ دعا من يقدر ليدعم الأعمال الخيرية، وليندفع لإعادة الإعمار، لأن أرض غزة تحتاج بنية تحتية جديدة، ومدارس ومستشفيات، وميناء، كما خصص لقاءات تلفزيونية لدعم غزة منها مشاركته في برنامج "غزة الصمود" للحديث عما بعد العدوان على غزة.

عوض القرني

عوض بن محمد القرني (66 عاما) اعتقل ضمن حملة اعتقالات بن سلمان للعلماء والدعاة في سبتمبر/أيلول 2017، وهو حاصل على الدكتوراة، وعمل استاذا بجامعة محمد بن سعود الإسلامية، ومدرب وعضو في الاتحاد العالمي لمدربي البرمجة اللغوية العصبية، وطالبت النيابة العامة بإعدامه بدعوى اتهامه بالتخابر، إبان أزمة حصار قطر في 2017.

وتدهورت صحته داخل المعتقل، وأفادت صحيفة الجارديان البريطانية في يناير/كانون الثاني 2023، بأن القضاء السعودي حكم عليه بالإعدام، وذلك استنادا إلى وثائق زودهم بها نجله ناصر القرني الذي غادر البلاد واستقر في لندن كمعارض للنظام السعودي؛ ولم توضح الوثائق التهمة الرسمية التي أسندت إلى القرني، وحكم عليه بسببها بالإعدام.

وللقرني تغريدات منددة بفرض حصار على غزة وأهلها، منها تساؤله: "بأي عقل وفي أي شرع أو قانون يحاصر أهل غزة بصورة لو حصلت على الكلاب والخنازير لضج العالم منها وعاقب من فعلها، وكل ذلك بسبب مقاومتهم لإسرائيل"، وله أيضا دعوات للمشاركة في حملات مناصرة للقطاع ومدافعة عن حقه في امتلاك ميناء وفتح المعابر.

وشارك في وسوم غزة ومنها #حصار_غزة_جريمة_إبادة، إذ أكد أن ما يتعرض له أهل غزة إبادة بطيئة وجريمة غير مسبوقة في العصر الحديث والضالعون فيها أطراف متعددة، داعيا الجميع أن يتخذ قرار على المستوى الفردي لدعم فلسطيني بالدعاء لهم باستمرار وتخصيص تبرع مالي شهري لهم، ودعم إعلامي أسبوعي.

وقال القرني: "لوكان ما فرض من حصار ظالم على أهل غزة مورس ضد قردة أو خنازير لتحرك العالم كله لإنقاذها أما شعب مسلم مقاوم فلا بواكي له"، وأكد في تغريدة أخرى: "سيكسر الحصار حين نصبح كالبنيان المرصوص كما وصف القرآن ونعيش أحاسيس الجسد الواحد كما أخبر الرسول ﷺ ونتخلص من الغثائية".

وكتب في أحد تغريداته: "ابتز الصهاينة العالم بالهولوكوست، ثم مارسوا بالتحالف مع الفاشيين من العرب ودهاقنة الاستعمار أسوأ هولوكوست ضد الفلسطينيين، داعيا في 2016 للمشاركة في التغريد على وسم #انقذوا_غزة بمناسبة مرور عشر سنوات على حصار القطاع حين ذاك.

 عبدالعزيز الطريفي

عبد العزيز بن مرزوق الطَريفي (47 عاما) عالم حديث تخرج من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تتلمذ على يد أكبر علماء المملكة وأبرزهم الشيخ ابن باز، ولديه 10 إجازات في رواية الحديث، وعرف بمواقفه المناهضة لسياسات السلطة، ومطالبته بإطلاق سراح المعتقلين دون محاكمات، وله تغريدات أنكر فيها على الحكام جورهم.

واعتقل في أبريل/نيسان 2016 بسبب انتقاده تقرب المملكة من القيادة الأميركية واعتراضه على سياسة رؤية 2030 التي قدمها بن سلمان حين كان ولي ولي العهد، والتي تستهدف فرض ضرائب باهظة على المواطنين، وتحول اقتصاد البلاد إلى سياسة السوق المفتوحة، لكن التهمة المعلنة هي "التحريض على ولاة الأمر".

ووجه الطريفي خلال لقاءاته التلفزيونية رسالة إلى العالم لنصرة أهل غزة، قائلا إنهم ذاقو البأس والضراء وعلى الجميع أن يعينهم، كما أكد أن من أعان على حصار غزة ليس من أهل الإسلام، وأن خذلان المسلمين في غزة شراكة في الظلم وأعظم من الخذلان الإعانة على حصارهم فهو موالاة لليهود.

وتحدث عن وجوب نصرة وإغاثة فلسطين، مستشهدا بقول الرسول ﷺ "المؤمن للمؤمن كالبنيان، موضحا أنه يعني أن الإسلام كالبناء والبناء من لبنات واللبنات تتباين من جهة المنزلة والمكانة كل واحد من جهة حجمه ومقداره يستطيع أن يؤثر في ذلك البناء، والأثر في ذلك متباين، منها ما يتعلق بالسلاح والنفس والدعاء وغيره كل حسب القدرة.

ناصر العمر

ناصر بن سليمان بن محمد العمر (71 عاما)، استاذ القرآن وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا، في مكة المكرمة، ورجل دين محافظ، وعضو الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين، وأبرز المؤثرين ولديه 5 ملايين و500 ألف متابع على موقع إكس، انضم في أغسطس/آب 2018 لقائمة المعتقلين ضمن حملة اعتقالات بن سلمان.

وفي سبتمبر/أيلول 2021 قضت المحكمة الجزائية المتخصصة بسجن العمر 10 سنوات مع وقف تنفيذ 4 سنوات، وفي العام التالي غلظت محكمة الاستئناف الحكم ليصبح 30 عاما، ولايزال معتقل رغم صدور عفو ملكي بحقه حيث أبلغ أن العفو لا يشمل تغريدات قديمة له، بالإضافة إلى استضافته رئيس المكتب السياسي لحركة حماس سابقا، خالد مشعل.

والعمر زار غزة في 2012 بمرافقة عدد من العلماء للوقوف على آثار العدوان الصهيوني على القطاع عقب عملية عامود السحاب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة والتي بدأت في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 واستمرت ثمانية أيام، ووجه نداء للعلماء والتجار لزيارة غزة كي يقفوا بأنفسهم على معالم النصر والعزة ويدعموا إخوانهم المرابطين.

وزار العمري المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة، والتقى وزير الأوقاف الفلسطيني وناقش الصعوبات في ظل الحصار، وخطب في الجامع العمري الكبير في القطاع، وقال في أحد تغريداته: "أذهلنا ما رأينا من دمار للمساجد والمساكن من الاعتداءات الصهيونية على غزة، لكن بقدر ما تنهدم المباني ترتفع المعاني وتستعد النفوس لمعركة جديدة".

وفي حرب الاحتلال على غزة في 2014، انتقد العمر موقف رؤساء الأنظمة العربية الحاكمة بقوله: "حرب غزة زادت قناعتنا بأن بعض حكام العرب هم من يحمي اليهود منذ اغتصاب فلسطين وأن الحروب التي خاضوها كانت شكلية مآلها الاستسلام للصهاينة"، مؤكدا أن غزة ضحية رصاص اليهود وغدرهم، وحصار المتواطئين وموالاتهم.

علي العمري

علي حمزة أحمد العمري (50 عاما)، أكاديمي وداعية إسلامي حاصل على دكتوراه في أصول الفقه الإسلامي، وشغل منصب رئيس جامعة مكة المكرمة المفتوحة، وحاز على لقب سفير السياحة العربية من جامعة الدول العربية في 2012 عن برنامجه مذكرات سائح، وصاحب شبكة فور شباب ذات الخطاب العقلاني التي تستهدف تثقيف وتطوير وإرشاد الشباب.

وتصدر اسم العمري صاحب الأهداف التوعوية وأحد أفضل الكفاءات الوطنية، قائمة اعتقالات سبتمبر، ووجهت له النيابة العامة أكثر من ثلاثين تهمة، منها تشكيل منظمة شبابية لتحقيق أهداف تنظيم سري إرهابي داخل المملكة، وطالبت بما أسمته "قتله تعزيرا"، وتدهورت حالته الصحية داخل المعتقل وأصيب بفشل كلوي نتيجة تعرضه للتعذيب.

وكان لأعضاء فور شباب دور إغاثي في قلب القصف الإسرائيلي على غزة في 2014 واستشهد منهم إثنين، كما كان للعمري تغريدات وحلقات بارزة دعم فيها غزة وأهلها، ووجه لنصرتهم، منها قوله إن الحصار والتآمر على غزة، هو دفع للمسلمين للنصرة والوقفة المشرفة ليميز الله الخبيث من الطيب، واستنكر حينها تأخر انعقاد القمة العربية.

وقدم العمري الذي يتابعه على حسابه بموقع إكس قرابة النصف مليون متابع، حلقة استثنائية في برنامجه "مذكرات سائح" من داخل غزة تحدث خلالها عن رباط أهلها، وصمود شبابها وتقديمهم نموذج ناجح، وسخر حسابه لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة وعرض مقاطع فيديو توثق ما فعله الاستهداف الإسرائيلي الصهيوني بأطفال غزة.

محمد موسى الشريف

محمد حسن عقيل موسى الشريف (62 عاما) داعية إسلامي وطيار مدني وأستاذ جامعي متخصص في علوم القرآن والسنة، وكاتب، وباحث في التاريخ الإسلامي، وحافظ للقرآن الكريم وأجيز في القراءات، وله مؤلفات عدة في الدعوة، والسيرة، والتاريخ، والأدب وغيرها، ومعتقل ضمن مئات الدعاة والإعلاميين والمثقفين الذين اعتقلوا في اعتقالات سبتمبر.

ووجهت له أكثر من 20 تهمة، منها زعزعة أمن المملكة والمشاركة في أعمال الإغاثة داخل وخارج البلاد، وقضت المحكمة الجزائية المتخصصة بسجنه 5 سنوات في أبريل/نيسان 2021، وغلظت محكمة الاستئناف في 2022 الحكم إلى 13 سنة، ويعاني من الاعتقال التعسفي والإهمال الصحي المتعمد.

وللشريف لقاءات تلفزيونية ومحاضرات سمعية وبصرية تحدث فيها عن طبيعة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، ودافع عن القضايا الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وقدم عرض تاريخي حتى احتلال الصليبيين لفلسطين، وسلط الضوء على مذابح اليهود والانتفاضة، وما يجب عمله تجاه فلسطين.

وكتب الشريف قبل 14 عاما مقالا بعنوان: بشائر جليلة من أحداث "غزة"، أشاد فيه بثبات وصبر أهل غزة، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني هو "حائط الصد العظيم الذي أقامه الله تعالى في وجه اليهود حتى يذهب مشروعهم من الفرات إلى النيل أدراج الرياح، ولله الحمد والمنة، فيجب علينا مساعدتهم والوقوف معهم بكل ما نستطيع ونملك".

وأثنى على مواقف الجماهير العربية والمسلمة؛ لافتا إلى أن المظاهرات والمسيرات أخذة في التعاظم والازدياد، ولم تقتصر على عامة الناس، بل خرج فيها سياسيون ومحامون وأطباء ومهندسون وطبقات وسطى وعليا ودنيا من الناس، والشعارات التي رددت فيها تدل على ازدياد الوعي والنضج والفهم.

علي عمر بادحدح

علي عمر بادحدح (62 عاما) خطيب ومحاضر وناشط في الفكر الإسلامي، وعضو تدريس ورئيس لجنة تطوير المناهج بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، وإمام وخطيب جامع سعيد بن جبير وجامع العمودي بحي الخالدية سابقاً، داهمت قوات أمن الدولة منزله في سبتمبر2017 واعتقلته على خلفية جهوده الخيرية، وحكم عليه بالسجن 6 سنوات، وغلظت لـ9 سنوات.

وكتب بادحدح في التعريف الشخصي لحسابه بموقع إكس الذي يتابعه عليه قرابة الـ124 ألف متابع: "فلسطين.. القدس.. الأقصى..في القلب نبض.. في العقل فكر.. على اللسان ذكر.. بوصلة الاتجاه للأمة.. قضيتها أولوية تحريرها غاية البذل لأجلها رسالة"، ودأب على كتابة مقالات وإصدار مقاطع فيديو يشد بها من أذر الفلسطينيين ويبارك صمودهم بوجه المحتل.

وفي مقال له بعنوان "إلى خطباء المساجد" كتبه في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة "2008- 2009"، أكد أن الجريمة الشنيعة التي ارتكبها الصهاينة المحتلون على غزة لها آثارها وأصداؤها الكبيرة في كل العالم، ولها دلالاتها وتعلقاتها الدينية السياسية والقانونية في الدائرة الإقليمية والدولية، ومن المهم أن يكون دور المنابر متميزًا في مشاركته في الحدث.

عادل باناعمة

عادل بن أحمد باناعمة (49 عاما) داعية إسلامي وعضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، ورئيس القسم الإسلامي بجريدة البلاد السعودية سابقاً، وعضو جمعية فضيلة ضد الفساد في القنوات الفضائية، ورئيس قطاع جنوب جدة بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة سابقاً، ومعد ومقدم برامج تلفزيونية عدة منها "فقه العصر، فقهاء أدباء، آفاق، وغيرها".

وباناعمة هو ابن اخت الداعية المعتقل بادحدح، واعتقل أيضا ضمن حملة سبتمبر، وحكم عليه بالسجن 4 سنوات ومثلها منع سفر استنادا إلى تهم زائفة أطلقتها النيابة العامة ضده، وغلظت العقوبة إلى 6 سنوات، وكشفت مصادر حقوقية تعرضه لمشاكل صحية في المعدة والأمعاء وسط إهمال متعمد من إدارة السجن.

وتحت عنوان "صواريخ المقاومة الفلسطينية نظرة عقلانية" كتب بانعمة مقالا افتتحه برصد أطروحات ساقها عدد من الكتاب في مقالات عدة تتبنى في مجملها تعظيم القدرات العسكرية للاحتلال والاستنكار على أهل غزة مقاومتهم وتحميلهم مسؤولية قصفهم ودك بيوتهم وتحويلها إلى ركام، وتحويلهم الضحية إلى مجرم والمظلوم إلى ظالم.

وفند في صدر مقاله ما ساقه الكتاب من ادعاءات واتهامات للفلسطينيين بأنهم السبب المباشر فيما حدث لغزّةَ، مشيرا إلى أن إسرائيل ألقت بثقلها العسكري أطناناً من القذائف على بقعةٍ صغيرة لا تتجاوز مساحتها 300 كلم مربع، وكانت الأنظمة العربية عوناً على الفلسطينيين بإغلاق المعابر، وكبح المسيرات، والتباطؤ في عقد القمة، والتراخي في اتخاذ قرارات شجاعةٍ مؤثرةٍ.

بدر المشاري

بدر بن نادر المشاري (50 عاما) داعية إسلامي تخرج من جامعة الإمام محمد بن سعود وحاصل على الدكتوراة في العلوم الشرعية، وإمام جامع حطين ورئيس قسم التوعية والإرشاد بالحرس الوطني بالرياض سابقا، وله محاضرات ودروس وخطب حققت ملايين المشاهدات على وسائل التواصل الاجتماعي، ويحظى بشعبية كبيرة في العالم الإسلامي.

واعتقلت السلطات السعودية المشاري في يوليو/تموز 2023، دون إعلان تهمة واضحة ضده، رغم ابتعاده عن الحديث في الشأن السياسي، وعدم توجيهه أي انتقاد للسلطة، وذلك استمرارا في ممارسة السياسات القمعية التي سنها ولي العهد منذ وصوله لولاية العهد، وإمعانا في إهانة أهل العلم والعلماء وتغييب أصواتهم ودثر علمهم.

ولمشاري مقطع فيديو بعنوان "لماذا يجب أن ندافع عن فلسطين" أكد فيه أن المسألة عقائدية وليست سياسية لأنها أرض عاش عليها الأنبياء منهم سيدنا إبراهيم، وزكريا ويحيى وعيسى عليه الصلاة والسلام، وولد فيها سيدنا إسحاق ويعقوب ويوسف وعيسى عليه السلام، وإليها أسري بالنبي محمد ﷺ، وبنى سيدنا آدام عليه السلام فيها المسجد الأقصى.

إبراهيم الحارثي

إبراهيم الحارثي (58 عاما) داعية إسلامي وتربوي وخطيب مفوة، حاصل على شهادة الدكتوراة في الدراسات التربوية، وعمل إمام وخطيب لأحد الجوامع بمدينة جدة، وناصر عائلات المعتقلين، وأشرف لسنوات على مدارس الأندلس الأهلية، ومهتم بالعمل الخيري والإنساني.

واعتقل ضمن حملة اعتقالات سبتمبر بمدينة جدة، بسبب علاقته الوطيدة بسلمان العودة، وتم ترويعه وترويع ذويه وأخفي قسريا عدة أشهر وأودعته السلطات سجن ذهبان، وحكمت عليه المحكمة الجزائية المتخصصة بالسجن 5 سنوات ثم غلظ الحكم في الاستئناف إلى 8 سنوات.

وواصل الحارثي طوال أيام العدوان الإسرائيلي على غزة في 2014، التدوين على حسابه بموقع إكس بتغريدات داعمة للفلسطينيين ومناهضة للاحتلال الإسرائيلي بقوله: "وقوفي مع غزة.. أرفع وأشرف وأرجى أعمالي في رمضان"، مستنكرا صمت منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، ونعتهم بأنهم "صم بكم عمي".

وانتقد ضعف موقف العرب، بتأكيده أن التاريخ سيسجل أن العرب ظاهروا اليهود وحاصروا إخوانهم وأعانوا على تجويعهم وتعذيبهم، وإعلان يقينه بأن حصار غزة ستسقطه تضحيات المجاهدين وبطولاتهم العظيمة، وسيسقطه شعب أعزل صابر مجاهد محاصر، رغم أنف إسرائيل وخونة العرب.

وقال الحارثي إن في حرب غزة هوى الصنم وهوى معه سدنته وأتباعه، وهوت الأسطورة الزائفة، وهوت إسرائيل وقبتها الحديدية وجيشها الذي قال لنا إعلامنا العربي وجامعتنا العربية على مدى عقود إن هذا جيش لا يهزم ونحن نشجب فعله وندينه ونستنكره فقط وأكثر من هذا لا نستطيع ولا نقدر ولا نجرؤ.