موجة غضب واسعة، أثارها إعلان رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، تنظيم مهرجان الكلاب العالمي في الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 حتى مطلع ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته، وذلك في أعقاب تصعيد العدوان الإسرائيلي على غزة الذي خلف أكثر من 14 ألف شهيد بينهم 5840 طفلا، و3920 امرأة، و6800 مفقود.
آل الشيخ كتب تغريدة على حسابه بموقع إكس في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بالتزامن مع اليوم الـ46 للحرب الإسرائيلية على غزة، أعلن فيها إقامة أول مهرجان في العالم ضمن فعاليات موسم الرياض، يجمع 4 بطولات للكلاب في مكان واحد، وتتضمن مسابقات كلاب السلق والرشاقة وكلاب العمل ومسابقة الجمال للكلاب، وتضم أكثر من 250 كلب من حول العالم.
واتهم ناشطون عبر تعليقهم على تغريدة آل الشيخ وتغريداتهم على حساباتهم الشخصية، رئيس هيئة الترفيه بالإصرار على استفزاز مشاعر الأمة العربية والإسلامية والفلسطينيين ومناصري القضية الفلسطينية، وذكروا بتغريدات سابقة له تجاهل خلالها ما يتعرض له الفلسطينيين من عدوان غير مسبوق، صابين جام غضبهم على ولي العهد محمد بن سلمان.
وانتقد عضو حزب التجمع بدر الشهراني، تنظيم بن سلمان بينما مهرجان عالمي للكلاب، بينما الكيان يرتكب جرائم حرب في غزة ويقتل أطفالها.
وأكد استاذ العلوم السياسية أسعد أبو خليل، أن ما يفعله محمد بن سلمان (من خلال تركي الشيخ) استفزاز مباشر لمشاعر كل عربي ومسلم في العالم، قائلا إن هناك نبرة شماتة يوميّة فيما يضعه هذا الرجل -آل الشيخ- على صفحاته، تسمحون لأمثال هؤلاء النطق باسم العروبة؟ مهرجان للكلاب؟".
وندد رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، بإعلان آل الشيخ عن إقامة مهرجان الكلاب، وسط المذابح التي توجع ضمير العالم كله، بمسلميه ومسيحيه وكل الملل فيه، مما يجري في غزة، والمشاهد التي تجري الدمع في عيون "آدميين" في أقصى الأرض على أشلاء الأطفال الممزقة.
وقال: "الحقيقة أن السعودية لا تحتاج إلى خصوم أو أعداء من خارجها يتربصون بها لكي يشوهوا صورتها بين العرب والمسلمين، ويجلبوا لها العداء والاحتقار وكراهية الأمة جمعاء، يكفي أن يكون لديها مسؤولون مثل تركي آل الشيخ وشلته لكي يقوموا بهذا الدور على أكمل وجه، ويوردوها المهالك".
وأضاف سلطان، أن الذي يختار أمثال تركي آل الشيخ ليضعه في قمة هرم المسؤولية، لا يعرف قيمة المملكة، ولا وزنها، ولا حجمها، ولا موقعها، ولا هيبة صورتها في قلوب وعقول مليارات ـ وليس ملايين ـ المسلمين حول العالم، معربا عن أسفه على ذلك.
وسخر الإعلامي أسامة جاويش، من إعلان آل الشيخ عن مهرجان للكلاب، قائلا: "المستشار العظيم طال عمره يخوض حروب لا نعلم عنها شيئا.. الرجل يا جماعة عنده مهام جليلة يؤديها للإنسانية والمظلومين في جميع أنحاء العالم، وينصر القضية الفلسطينية وأهلنا في قطاع غزة، بس على طريقته الخاصة".
وأضاف: "بعد موقعة موسم الرياض والنزال العالمي لتايسون فيوري، وماتش الملاكمة العظيم، وبعدما أعلن عن معركة بيومي فؤاد ومحمد سلام وتبنى بيومي فؤاد، وبعد انتصاره في معركة ماكدونالدز وقضى على مفهوم المقاطعة وعروضه الخارقة، بيفاجئنا طال عمره تركي الشيخ بمسابقة الكلاب.. وبيفتخر بمسابقة الكلاب في المملكة العربية السعودية".
واختتم جاويش، حديثه: "خليك فاكر أن في أكثر من 11 إلى 12 ألف بني آدام مش كلب ماتوا في قطاع غزة، وفي أكثر من 30 ألف مصاب في قطاع غزة"، واستنكر من يتحدثون عن حقوق الحيوان ويتجاهلون حقوق الإنسان خاصة الإنسان الفلسطيني المقهور المظلوم الذي يقتل في غزة، قائلا: "قبل ما تعملوا مسابقات أجمل كلب في المملكة اهتموا لو سمحتوا بالإنسان الفلسطيني وكفاية استفزاز".
وأعرب المسؤول السابق في وزارة الصحة المصرية الدكتور مصطفى جاويش، عن استياءه من إعلان آل الشيخ عن إقامة مهرجان للكلاب وسط المشاهد التي تجري الدمع في عيون "آدميين" في غزة على أشلاء الأطفال الممزقة.
واستنكر الطبيب المصري الدكتور يحيى غنيم، تنظيم تركي آل الشيخ لمهرجان عالمي للكلاب بالرياض؛ لاختيار أجمل الكلاب وأكثرها رشاقة من بين 250 كلب من أنحاء العالم، بينما تدور أعظم معركة وجودية لأمة العرب والمسلمين في غزة.