أعرب الأمين العام السابق لحزب التجمع الوطني يحيى عسيري، عن رفضه مقارنة الاستبداد في المملكة العربية السعودية بالاحتلال الصهيوني الوحشي الهمجي الدموي الرجعي، وعد المقارنة "تصهين أو جهل أو بلادة"، مؤكدا أن الكيان المحتل لم يترك جُرما لم يقترفه.
وقال في سلسلة تغريدات دونها على حسابه بمنصة إكس، في 24 ديسمبر/كانون الأول 2023: "نقف ضد الاستبداد في بلادنا بأشخاصه ونظامه وتفاصيله، ولا خيار آخر سوى إزالته بشكل كامل، مؤكدا أن من يرددون أن "جرائم النظام الفلاني لم يفعلها الاحتلال"، "كذبوا!".
وأضاف عسيري: "لا أقبل جرائم نظام بلادي وأقف ضدها بكل قوة، وكل نظام آخر يقترف الجرائم، ولكن أن نقلل من فعل المحتل المجرم بالقول بإنه أقل خطر من مستبدينا أو ألطف هو كذب تكذبه الأحداث، وتصهين يلطف جرم المحتل، ودعوة للانشغال عن المحتل".
وعد من يرددون: "ماذا عن معاناة الشعب الفلاني"، عند الحديث عن القضية الفلسطينية بأنهم أيضًا "دروع تشتيت لصالح المحتل"، ودعا لمقاومة كل ظلم، دون الوقوف ضد من يقاوم المحتل بمغالطة الـ"ماذا عن"، قائلا: "لا ترتيب الأولويات بناء على آلامك ومنافعك، رتبها بناء على إنسانيتك!".
وروى عسيري، أنه التقى في يوم مدافعًا عن النظام في السعودية، وكان يحرص على مقارنته بنظام إيران، فطلب منه أن يجنب إيران في الحديث لأنه لا يدافع عنها ويتفق معه على نقد جرائمها، وهي ليست موضوع الحديث، فقال بلا تصوير: "والله اتفق معاك بس النظام السعودي واقف معنا ضد إيران".
واستطرد في روايته، بأنه قال للمدافع عن النظام السعودي: "الفرق بيننا أننا أصحاب مواقف وأنتم أصحاب مصالح، نقف مع حقكم دون حسابات، وتقفون ضد حقنا وتطبل لقاتلنا لأن لك معه مصلحة، القضية ليست صراع سياسي فقط، بل صراع أخلاقي أنت خاسر فيه كمن تشتكي منهم ومن تطبل لهم".
وأضاف عسيري: "لذا أرجوكم: لا تشتتوا الصراع مع الظالم، وتحاولوا تقديم ألمكم فقط! والجندي في السجن يمارس التعذيب؛ مجرم، لكن رئيسه الذي أمره أكثر إجرامًا، ورأس السلطة الذي يُحكم المنظومة أكثر وأكثر إجرامًا، والمحتل الغازي، والقوى الدولية المهيمنة على هذه المنظومة الظالمة الأكثر إجرامًا بكل تأكيد".
واستطرد: "أرجوكم: احرصوا أن تقفوا مع كل حق وكل مظلوم ما استطعتم، وضد أي ظلم وأي ظالم، ولا تكونوا أنانيين لا تُحسون إلا ألمكم، سلطاتنا مجرمة، أنت وضيع وسافل عندما تُلمعها وتدافع عنها فقط لأنك تظنها ضد من ظلمك!، ونحن سنقاوم استبدادها، وندعمك ولن نخذلك في مقاومة من ظلمك، وننتظر منك المثل!".
وذكر الأمين العام السابق لحزب التجمع، بأن الاحتلال الصهيوني هو أكثر الأمثلة وضاعة على الكوكب، لا يوجد شيء لم يفعله، إبادات جماعية، تطهير عرقي لشعب لإحلال مكانهم لقطاء، يقتلون بدم بارد، يهلكون الحرث والنسل، يسعون للتوسع، ولمزيد من القتل والدمار طوال السنين!".
وأوضح أن الاحتلال الصهيوني متجرد تماما من المنطق القويم ولجأ للقول "نحن أبناء الله وهبنا هذه الأرض" في تخلف ورجعية وانعدام لأي معايير عقلية أو أخلاقية، مشيرا إلى أن قوى الأرض تدعمهم في إجرامهم ورجعيتهم حتى يتخلصوا منهم ويدفعوهم بيننا.
وجزم عسيري بأن "التطبيع خيانة من الأنظمة ومنكم كذلك يا من يقلل جرائم الاحتلال.. استحوا وانتهوا"، قائلا: "لم ولن أتورع في مقاومة أي استبداد، ومشروعي تفكيك الاستبداد بشكل كامل وليس تغيير رأس النظام، ولكني بوضوح أقول: مقاومة الاحتلال أولى من مقاومة الاستبداد".