في مقالة للكاتب بجريدة مكة ومدير البرنامج الثقافي بمركز الخليج للأبحاث د. زيد بن علي الفضيل، بعنوان " فلسطين في العالم الموازي" في منصة مقالات الرأي " نقطة" تحدث عن المسارات التي باتت تتخذها القضية الفلسطينية، ضمن مسارين رئيسيين متوازيين لا يلتقيان، على حد تعبيره.
حيث تحدث عن المسار الأول الذي أخذت بتقرير مفاصله "إسرائيل" بعنجهية وغرور، وبتأييد مطلق من الحكومات الغربية، واصفاً هذا المسار بأنه مسار مكيافيللي الذي يقوم على تسويغ استخدام القوة، بينما المسار الثاني الذي ذكره بأنه يقرر مفاصله ويقوده الإنسان بكافة قيمه العدلية ومبادئه النقية التي لم تنحرف صوب شيطان المال والمصالح، بينما المسار الثالث وصفه بمسار النفاق الاجتماعي وهو أولئك الذين لديهم موقف مسبق من الشعب الفلسطيني بحجج واهية ، فيعمدون إلى الإساءة إلى القضية الفلسطينية في كل حين، موضحاً أن هذه المسارات الثلاث لم تكن واضحة في موضوع فلسطين قبل اليوم.
" بات واضحا أن قضية #فلسطين تأخذ مسارين رئيسيين متوازيين لا يلتقيان، المسار الأول، تُقرر مفاصله #إسرائيل بعنجهية وغرور، وبتأييد مطلق من مختلف الحكومات الغربية الرئيسة، وبخاصة الحكومة الأمريكية والبريطانية والفرنسية، وهو مسار مكيافيللي يقوم على تسويغ استخدام القوة المفرطة في مقابل تحقيق الهدف، يعني الغاية تبرر الوسيلة، حتى لو قتل الألاف من المدنيين، وانتهكت القوانين المدنية، وذبحت العدالة الإنسانية، فكل ذلك لا يهم، طالما وأن الهدف الذي أرادوه لم يتحقق.
أما المسار الثاني، فيقرر مفاصله ويقوده الإنسان بقيمه العَدلية ومبادئه النقية التي لم تنحرف صوب شيطان المال والمصالح الاقتصادية الفردية، وهو مسار لم يكن موجودا في العقود السالفة، لكنه اليوم صار متشكلا وواضحا، بل وأصبح قويا ليواجه صلف الحكومات الغربية المؤيدة لإسرائيل بالكلية، ويخرج بشكل واضح ليواجه السياسيين في القاعات والطرقات والأسواق، ويتظاهر في ظل كل الظروف دفاعا عن الحق والفضيلة وحسب.
ثمة مسار ثالث واضح في بيئتنا العربية، وأقصد به مسار النفاق المجتمعي، وهم أولئك الذين لديهم موقف مسبق من الشعب الفلسطيني بحجج واهية، فيعمدون إلى الإساءة إلى قضية فلسطين في كل وقت وحين، وتجد عندهم قبولا مضمرا وظاهرا للصهاينة ؛ وفي هذه الأحداث الأليمة نجدهم يستمتعون بنكئ الجراح بحجة ما حلَّ في غزة من دمار، الذي من وجهة نظرهم ليست إسرائيل مسؤولة عنه، وإنما المسؤول عنه هي المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة الذين لم يثوروا على المقاومة.
هذه المسارات الثلاثة لم تكن واضحة في موضوع #فلسطين قبل اليوم، لكنها مع أحداث #طوفان_الأقصى باتت جلية، وهو ما يُنبئ بتغيير في معادلة الصراع، ذلك أن النفاق السياسي والمجتمعي قد انكشف، وبدأت كرة الثلج في التشكل، ولا أدل على ذلك من قيام دولة #جنوب_افريقيا برفع دعوى قضائية في محكمة العدل الدولية ضد ولا أدل على ذلك من قيام دولة #جنوب_افريقيا برفع دعوى قضائية في محكمة العدل الدولية ضد #إسرائيل بتهمة ارتكاب #جرائم_إبادة بحق الشعب الفلسطيني، وهو أمر غير مسبوق، ويدل على أن الناس خارج إطار #الصهيونية العالمية قد فاض بها الكيل، ولم تعد قادرة على قبول الانتهاكات الإسرائيلية وتأييد سياسيين نفعيين لها. "