لقد عمرّ فينا الاستبداد أزمانا واليوم بلغ القمع أشده، في بلادي أثرّ سلوك النظام السياسي في نفوس بنات وأبناء الشعب حد العبث بها وتشكيلها وفق هواه، وهذا أمر معلوم في عالم الحكم القمعي، إلا ما ندر وخرج عن ذلك الطوق الخانق وصدع بالحق أو كان واعياً وترفّع عن الوقوف بصف الحاكم الظالم ولاذ بالصمت الكريم.
وقعتْ على عاتق ناشطات ونشطاء حقوق الإنسان والسياسة مهمة تغيير مسار سفينة البلاد التي أبحرت صوب القمع والطغيان حد الغرق، هنا نحن نحاول الإنقاذ والابحار من جديد صوب شواطئ الديمقراطية وحقوق الانسان السياسية والمدينة كافة، ومحاولة التخلص من رواسب الاستبداد.
إذ الناشط منا يحاول جاهداً أن ينخرط في العمل السياسي الذي سبقه الإيمان بالقضية وضرورة فعل شيء يذكر، بعقلٍ منفتح وصدرٍ رحب وبمد جسور التعاون مع كل وطني حقيقي همه الوطن ورفعته، دونما التوقف عند الكثير من المحطات التي تدعو للفرقة، لأن هذا ما زرعه النظام السياسي في بلادنا، بث الفرقة والعنصرية والطائفية بين كافة أطياف المجتمع حتى صرنا ندعي الأفضلية والمركزية والأساس والأصل والكمال وغيرنا هو الناقص والمصطنع، والأشد بلاءً من ذلك هو تسييس الدين! ( وتسييس الدين بحاجة إلى مقالات منفردة خاصة به، لأهمية الموضوع )
الأمر الصحي عند كافة النشطاء هو اختلاف التوجهات، وابتكار الأعمال الإبداعية مع توحيد الهدف وهو واحد وبديهي لدى الجميع، ألا وهو الخلاص من الاستبداد وأهله.فلا يجب أن نركز كثيراً على تطابقنا والحكم على الأيدلوجيات التي يتبناها كلٌ منا، ولا حتى أن نحاول تقييم الآخر من خلال دينه ومعتقده، يجب أن نسمو بالدين ونعفيه ونحميه من التسييس، حفاظاً عليه لا أن نتبنى نهج النظام السياسي.
الجدير بالذكر أننا في حزبنا العظيم، حزب التجمع الوطني، نقوم على تقريب المسافات بيننا وبين من يختلفون معنا، نذكّر بأننا جميعنا في مركب واحد ونصبوا إلى الوصول إلى هدفنا المشترك والذي نناضل الآن لأجله، نحاول تجاوز الخلافات بالتحدث إلى بعضنا البعض فجميعنا فينا من بذور الخير والسمو ما يجعلنا نعمل في جو يسوده التآخي والتعاون، إذ لا وقت للمشاحنات والتباغض وتغذية الخلافات ونبذ بعضنا البعض مهما كانت الأسباب والتي لا تعود بالنقع إلا على المستبد وأدواته.
هذا التنظيم واللقاءات الغير عبثية يقدرها العقلاء، وهي عبارة عن فتح نافذة لخلق بيئة صحية للتعاون والنقد البنّاء الهادف، هنا لا يجب علينا أن نقوم بدور النظام السياسي البذيء والمستبد.
لنكن على قدرٍ كبير بأهمية العمل وأخلاقياته ونراجع ذواتنا ونوايانا ذلك أجدى وأنفع للسير بالاتجاه الصحيح وبلوغ القمم.