بعد ما كان المواطن، وما فتئ البعض منا يتسمر أمام التلفاز كلما صدرت أوامر ملكية، لعلها تمس همومه وتدوايها بقرار يثلج صدره، فيتفاجأ بأن أغلب القرارات تدور حول الإعفاءات والتعيينات في شتى أنواع الحقب الوزارية.
ليتساءل أحدنا في خضم ذلك:
إذا كان ذلك الوزير قد أعفي من منصبه فلماذا يتم تعيينه بمنصب آخر؟ ألا يوجد سواه!
لا علينا من هذه الإجراءات فصوت المواطن وحقه في المشاركة مُصادر.
المهم أن بعضنا قد صرفه عن متابعة هكذا أوامر تهميش وجوده.
ولكن مع صعود ولي العهد محمد بن سلمان، صارت أغلبية المواطنين تحرص على مشاهدة لقاءاته، وهذا الفعل نستطيع أن نرده إلى عدة أسباب منها:
تعطش الشباب إلى حاكم شاب بدلًا من الملوك كبار السن الذين تعاقبوا على حكم المملكة، الانبهار به حد تقليده في اقتناء العطر الذي يستخدمه وفي طريقة لباسه، والفئة الأخرى مهما كانت تتراوح أعمار أصحابها تجدهم مبهورين “بذكائه ” -على حد وصفهم- والآخرين يهمهم متابعته لا لشيء سوى لمعرفة إلى أين سيذهب بنا والوطن؟ وهذا هو السؤال الذي ينبغي طرحه دائما، ووضعه نصب أعيننا.
في لقائه الأخير مع الإعلامي عبد الله المديفر ورغم خوضه في أمور شتى كان من أهمها إصراره على قمع ليس من يخالف رأيه فقط، بل حتى من يعتقد أنه يشكل عائقًا في تحقيق رؤيته، سواء كان عالم دين أو مثقف ما .. وإن لم يمسه بكلمة! وهذا التصريح وحده خطير جدًا، ويحمل بين طياته الكثير من الوعيد والتهديد لمن يحاول أن يكسر القيود.
وحديثه المستفز للمواطن والذي لا ينم عن شخصية سياسية متزنة عندما قال بأنه ولد غنيًا لا يحتاج إلى شيء، وليس له من مصلحة شخصية في فرض الضرائب على الشعب!
يكاد المريب يقول خذوني! فما من حاكم يمتلك الحد الأدنى من الحنكة أن يتفوه بمثل تلك الكلمات المعيبة! إضافة إلى ذلك ثمة سؤالًا مهمًّا يجب أن يُطرح من أين لكم هذا؟!
وتصريحه بأن الدولة لا تصنف بأنها غنية فهو بذلك ينفي وجود خيرات البلاد التي نهبوها والمقدرات التي حُرم منها أبناء الوطن فصار يلقي عليهم بالفُتات دون حياء، وصار هو وأسرته الأثرياء!
بعدما تنتهي من مشاهدة اللقاء تجد أن الاغلبية لا يملكون إلا التصفيق وكأنه واجبٌ عليهم لإثبات الولاء ويحل المدح والتبجيل، والفئة الأخرى هي التي تحمل هم الوطن والمواطن فتجدها ترصد وتحلل وتقرأ مابين السطور وتنتقد في سبيل المصلحة العامة، وهذا ما لا يستطيع فعله إلا المعارضون أينما كانوا ذلك لعلمهم بالخطر المحدق جراء تلك السياسات الكارثية.