في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومع قدوم شهر رمضان المبارك بالتزامن مع تصعيد حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال وفرض الحصار على القطاع، يعاني أهل غزة من انعدام المواد الغذائية ويفطر أهل الجنوب على الكفاف بينما يتبع أهل الشمال صوم الوصال.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعا إلى احترام "روح شهر رمضان" ووقف إطلاق النار في قطاع غزة وإسكات الأسلحة وإزالة جميع العقبات لضمان توصيل المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة بالسرعة والنطاق الضروريين، معرباً عن أسفه لاستمرار "القصف وسفك الدماء" رغم بدء الشهر.
وقال في تغريدة على حسابه بمنصة x، إن المساعدات المنقذة للحياة تصل قطاع غزة بكميات هزيلة، هذا إن وصلت إليه أصلا، مضيفا أن التهديد الإسرائيلي بشن هجوم على مدينة رفح يمكن أن يدفع أهالي القطاع "إلى دائرة أعمق من الجحيم"، ودعا "باسم روح الرحمة في رمضان" إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين فورا.
وأطلق ناشطون على منصة x، حملة عربية دولية تحت وسم #غزة_بلافطور_ولاسحور، عرفوا خلالها بمعاناة أهل القطاع وتداولوا ونشروا مشاهد تجسد المجاعة التي وصل إليها الفلسطينيين في غزة، بسبب انعدام وصول المواد الغذائية، وأخرى لروايات أطفال فشلوا في الحصول على أي طعام أو شراب نظيف، معربين عن غضبهم من خذلان الأنظمة العربية والإسلامية لهم.
وعرض استاذ الإعلام السياسي أحمد بن راشد بن سعيد، مقطع فيديو لشيخ مريض في غزة فطوره وسُحوره الماء، موضحا أن لسان الشيخ يلهج بحمد الله، وابتسامة الرضا لا تفارق شفتيه، ودعا له قائلا: "اللهم أطعم من أطعمهم، وانصر من نصرهم، واخذل من خذلهم، وآذِن بالحرب من عاداهم".
ونشرت الإعلامية الجزائرية مقطع فيديو يحمل مشاهد لشهداء ومصابين تنقلهم سيارات الإسعاف نتيجة تواصل الغارات على قطاع غزة، قائلة: "هذه اجواء رمضان في غزة …حسبنا الله ونعم الوكيل".
وعلق الداعية الكويتي محمد العوضي، على إعلان استشهاد 7 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف تجمعهم لانتظار المساعدات قرب دوار الكويت بمدينة غزة، قائلا: "هكذا .. يستمر إجرام الكيان الصهيوني في قصف الأبرياء الذين ينتظرون الدواء والغذاء والكساء في غزة، وساذجٌ جدا من يظن أن الصهاينة الإرهابيين الدمويين النازيين يفرقون في قتل الأبرياء في رمضان عن غيره من شهور السنة!".
وأضاف: "قبل إدانة الصهاينة وعبيدهم من أنظمة الغرب المتصهينة، ألستم معي في أن أعظم اللوم يقع على الأنظمة العربية والإسلامية سواءٌ المتصهينة منها أو المتشفية أو المفرطة أو المتفرجة وغير المبالية!؟".
وأكد العوضي، أن هذه الأنظمة إذا كانت تعتقد أنها بمعزل عن جرائم الصهاينة في حق أهل فلسطين فإنها ستذوق العذاب منهم ولو بعد حين وعندها سينطبق عليها قول الشاعر: "من حُلقت لحيةُ جارٍ له فاليسكُب الماء على لحيته".
وقال الناشط السياسي التركي: "في عالم يدعي التحضر والتقدم وحقوق الإنسان وفي الوقت الذي تَقُص الموائد العربية في السحور والفطور بأنواع الأطعمة والأشربة وما تشتهي الأنفس وتقر الأعين، تكون غزة بلا فطور ولا سحور، ليس هذا من صُنع الإسلام أن نأكل وإخوتنا بلا طعامٍ ولا شراب"