رغم اللجوء والاغتراب وصعوباته وقسوة الظروف وفراق الأهل والأصحاب، تمسك أعضاء بحزب التجمع الوطني بأحلامهم في التعليم وطموحاتهم في مواصلة المسيرة الأكاديمية في التخصصات التي يرغبونها متسلحين بالعلم والمعرفة وطامحين لتحقيق المزيد، ومتمسكين إلى جانب ذلك بمطالبهم بالحقوق والحريات وتطلعهم لرؤية وطنهم حراً كريما.
عضوة الحزب الدكتورة أميمة النجار، تخرجت في أكتوبر/تشرين الأول 2023، من كلية الجراحين الملكية بإنجلترا التي تمنح مؤهل مهني يمكن صاحبه من ممارسة مهنته كطبيب جراح في المملكة المتحدة، وتلعب الامتحانات "الكتابية والشفوية والسريرية" دورا هاما في الحفاظ على المعايير المعتمدة للمهنة؛ وكانت مراسم التخرج في منتصف مارس/آذار 2024.
كما تمكن عضو الحزب فهمي شهابي من الحصول على درجة ماجستير الآداب في سياسة الشرق الأوسط من جامعة كلية دبلن بأيرلندا، والتي تعد من أكثر الجامعات الدولية شهرة وتنوعا وتقدم مجموعة واسعة من البرامج الأكاديمية، وكان عنوان أطروحته: "تأثير الربيع العربي على العلاقة بين ممالك الخليج والمسيحيين الإنجيليين في الولايات المتحدة".
درست أميمة النجار في ٢٠٠٦تخصص التمريض بالحرس الوطني في الرياض، وبعد انتهائها منه ذهبت إلى الصين في ٢٠١١ لدراسة الطب والجراحة في جامعه جيلين في مدينة تشانغتشون؛ وفي ٢٠١٣ رفضت السفارة السعودية تجديد جواز سفرها وطلبت منها العودة، فقدمت للأمم المتحدة طلب لجوء.
وكانت أسبابها لطلب اللجوء هي خشية العودة إلى المملكة خاصة أنها شاركت في آخر زيارة لها في ٢٠١٢ في الحملة المطالبة بمنح المرأة حق القيادة، وأوقفتها الشرطة دون أن يصل الأمر حد الاعتقال أو التعرض لمحاكمة، وهددتها، كما سبق أن حظرت السلطات السعودية مدونتها الخاصة في ٢٠١١ حين كتبت عن حملة قيادة المرأة.
وحصلت النجار، في ٢٠١٣ على حق اللجوء السياسي في الصين، وبقيت هناك حتى أنهت الجزء الأكاديمي من كلية الطب، ولأن اللاجئين في الصين عادة يتم توطينهم لدول أخرى وغير مسموح لهم بالبقاء، فقررت الانتقال للنرويج في ٢٠١٦ بحثا عن الاستقرار، ولكن بسبب اتفاقية دبلن التي لا تمنح الحق لطالب اللجوء في اختيار بلد الإقامة، نقلت إلى إيطاليا.
ودرست في مركز اللاجئين اللغة الإيطالية وفي ٢٠١٧ بدأت سنة الامتياز (حتى تكمل الجزء الأخير من كلية الطب)، وأنهتها في ٢٠١٨ في مستشفى سانتا ماريا ديلا سكاليتا في مدينة إيمولا التابعة لمحافظة بولونيا في إيطاليا، ثم عادت إلى الصين في ٢٠١٨ حتى تعادل سنة الامتياز الإيطالية وتجري الاختبار النهائي للتخرج من كلية الطب.
وعادت النجار، بعد حصولها على الشهادة لإيطاليا في نفس العام ودرست اللغة الإنجليزية استعدادا لاختبار التخصص الجراحي (القسم النظري)، ونجحت في ٢٠١٩، وبسبب ظهور الكوفيد أجلت القسم الثاني (العملي) من الامتحان التخصص الجراحي، لكنها حصلت على رخصة مؤقتة لممارسة الطب مدتها سنتين (تمنح للطبيب الناجح في الاختبار النظري).
وفي النصف الأخير من٢٠٢٠ حصلت على أول وظيفة كطبيبة مرخصه في أيرلندا، وعملت كطبيبة نفسيه للبالغين في مقاطعة كلير بأيرلندا، ثم عملت بداية ٢٠٢١ لمدة ستة أشهر في قسم الكوفيد كطبيبة عامة في مستشفى تيلامور في مقاطعة اوفلي في أيرلندا، ونقلت
منتصف ٢٠٢١ بناء على طلبها من قسم الطب العام إلى قسم الجراحة العامة في نفس المستشفى.
ونقلت النجار، بعد ذلك إلى مستشفى آخر، وعملت كطبيبة مقيمة في الجراحة العامة في مدينة بورتليش في مقاطعة ليش في أيرلندا، وواجهت تحديات في التوفيق بين عملها في الجراحة وامتحاناتها وعملها السياسي والحقوقي، واضطرت في ٢٠٢٢ التوقف عن العمل والعودة لمقاعد الدراسة حتى تنهي دارستها العليا في الجراحة (اختبار التخصص العملي).
وخلال هذه الفترة انتهت مدة وثيقة سفر النجار ولم تستطع السفر لأيرلندا وفاتها الاختبار في بداية ٢٠٢٣، ورفضت الكلية الملكية للجراحين الأيرلندية تأجيل اختبارها، قررت التحويل للكلية الملكية البريطانية، وخاضت الامتحان في أكتوبر/تشرين الأول 2023 في لندن ونجحت، وكانت مراسم تخرجها في ١٥ مارس/آذار 2024.
وفي حديثها مع صوت الناس، قالت النجار إنها تطمح على المستوى المهني للحصول على الزمالة في الكلية الملكية للجراحين، والتي تمنح عادة للاستشاريين بعد إتمام على الأقل ٨ سنوات من التخصص في الجراحة وإكمال الاختبارات اللازمة، موضحة أنها تطمح على الصعيد الشخصي العودة إلى بلادها السعودية حين تكون آمنة.
وأكدت أنها استمرت في العمل الحقوقي رغم التحديات والصعوبات التي واجهتها ورغم انشغالها في مهنة الطب، إيمانا منها بحق المرأة في أن يكون لها صوت مسموع يعبر عن النساء السعوديات بالداخل خاصة أن أصواتهم مقموعة، بالإضافة إلى أن أصوات النساء السعوديات في الخارج قليلة.
وأضافت عضوة حزب التجمع الوطني، أنها ترى أن من الضروري أن تكون المرأة السعودية حاضرة وتشارك قدر الإمكان بصوتها في أي نشاط سياسي وحقوقي، قائلة: "لا أستطيع القول اني أمثل كل النساء السعوديات بالداخل خاصة أن أصواتهم مقموعة، بالاضافة إلى أن أصوات النساء السعوديات في الخارج قليلة "
أما عضو الحزب فهمي شهابي، فهو من مواليد حرب الخليج عام ١٩٩٠، وهو مهندس مواد، عمل في الأبحاث والتطوير في مصانع الحديد لشركة سابك لخمس سنوات، وكان هدفه منذ ٢٠١٨ الحصول على درجة الماجستير في سياسات الشرق الأوسط من جامعة كلية دبلن، لكن اغتيال السلطات للصحفي جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول 2018 اضطره للتأجيل.
وأوضح في حديثه مع صوت الناس، أنه خشي عقب اغتيال خاشقجي تقديم استقالته من عمله في شركة سابك والاحتكاك مع السفارات وطلب السفر لأي بلد، فاضطر لتأجيل دراسته لبضع سنوات، مشيرا إلى أنه في الفترة بين عمله في سابك ودراسته في دبلن عمل مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية لسنة ونصف، ثم التحق بكلية لندن الإمبريالية لدراسة الماجستير في تخصص تمويل المعادن والطاقة.
وأشار شهابي، إلى أنه اختار أن يكون دراسة الماجستير حول سياسات الشرق الأوسط لأنه يرى أن السياسة تؤثر على كل تفاصيل الحياة، وحتى نفهم أسباب تصرف المجتمع بطريقة ما، يجب فهم التاريخ والسياسات المتبعة في المنطقة، لافتا إلى أنه انضم إلى حزب التجمع في يناير/كانون الثاني ٢٠٢١، لإيمانه بمبادئ الحزب وسياساته.
وأضاف أنه طلب أيضا الانضمام لحزب التجمع حتى يسهل تبادل الخبرات والأفكار والسعي للإصلاح والتغيير المطلوب مع مجموعة من الإصلاحيين الأكفاء، يشهد لهم ماضيهم وحاضرهم.