ندد ناشطون على منصة x، بتعقيب البيت الأبيض، على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت فريق منظمة "المطبخ العالمي المركزي" -غير حكومية- في قطاع غزة، وأسفرت عن وفاة 7 أفراد من فريقها كانوا على متن مركبة استهدفت بصاروخ إسرائيلي بالقول، إنه لا يوجد دليل على أن "إسرائيل" قصفتهم عمدا، وتوقعه إجراء تحقيق أوسع نطاقاً ومساءلة مناسبة.
الرئيس الأميركي جو بايدن، قال فيه بيان له إنه يشعر "بالغضب والحزن" لمقتل سبعة عمّال الإغاثة، وإن إسرائيل لم تفعل ما يكفي لحماية المتطوّعين الذين يمدّون يد العون للفلسطينيين الذين "يتضوّرون جوعاً"، ويحاولون تقديم المساعدة لمدنيين هم بأمسّ الحاجة إليها"، مشددا على أن "حوادث مثل ذلك الذي وقع بالأمس لا ينبغي أن تقع".
وتنسجم تصريحات البيت الأبيض، مع رواية رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال إن القوات الإسرائيلية "قصفت عن غير قصد أبرياء في قطاع غزة، ويحدث ذلك في الحرب، ونحن نحقق فيه بدقة".
الناشطون اتهموا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #البيت_الأبيض، #واشنطن، #غزة، وغيرها، الولايات المتحدة الأميركية بالازدواجية في المعايير وتوفير الحماية والغطاء للاحتلال الإسرائيلي لارتكاب مزيد من الجرائم ومواصلة حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
واستنكروا تضليل واشنطن المستمر وحمايتها للكيان المستمر بعمليات إرهاب واستهداف طالت المنظمات الإنسانية في غزة، مؤكدين أن تصريح البيت الأبيض بعدم وجود دليل على تعمد استهداف الاحتلال لفريق الإغاثة بمثابة إطلاق ليد الاحتلال لاستهداف المنظمات الإنسانية والإغاثية مع ضمان التغطية على جرائمه، ونددوا بتصريحات نتنياهو.
وعد الصحفي مصطفى عاشور، زعم البيت الأبيض عدم وجود دليل على أن الهجوم متعمد، بمثابة تصريح للاحتلال نصه "اقتلوا كيفما شئتم فلن تحاسبوا أفعالكم لا تنتهك القانون الدولي الإنساني".
وتساءل الصحفي الفلسطيني فايد أبو شمالة: "كيف يمكن للولايات المتحدة أن تستمر بهذا السقوط الأخلاقي؟".
وعلق الناشط خالد صافي، على تصريح البيت الأبيض، قائلا: "هذا الخبر قد يرفع ضغط دمك ويزيد عندك هرمون الأدرينالين وممكن تدخل في نوبة سب ولعن الظلم والطغيان الذي نعيشه في هذا العالم برعاية الرأس الأكبر للشر في الكوكب.. ولكن من المهم أن تجعل تفريغ هذا الغضب في مكانه الصحيح".
واستنكرت استاذ العلاقات الدولية كوثر بن جلال، التعليق الأميركي على استهداف الاحتلال لقافلة المطبخ العالمي، قائلا: "كالعادة، بكل حقارتها وخسًتها ونذالتها المعهودة.. تعلًق أميركا بأنه لا يوجد دليل على أن الهجوم متعمد وان الخارجية قامت بالتدقيق في الأحداث التي وقعت على مدى الأشهر الستة الماضية في غزة، ولم تحدد أن أيًا منها ينتهك القانون الإنساني الدولي".
وأوضح الكاتب والباحث عزمي بشارة، أن نتنياهو اعتذر عن قتل موظفي منظمة المطبخ العالمي، أي ناشطي الإغاثة الأجانب، لأنه قتل لأبرياء من غير قصد كما قال، معلقا بالقول: "قتل الأبرياء من غير قصد يستحق الاعتذار إذا.. ولأنه لم يعتذر عن قتل عشرات الالوف في غزة وغالبيتهم من الأطفال والنساء، فهذا يعني أنهم غير أبرياء أو أبرياء قتلهم جيشه عن قصد.. أو ببساطة يصعب إخفاء الدوافع العنصرية لحرب الإبادة!".
وأكد الخبير العسكري الدكتور فايز الدويري، أن دولة الاحتلال اعتادت تاريخياً (بسبب الحماية الأميركية والغربية لها) أن لا تلقّي بالاً للقوانين الدولية وتلقي بها عرض الحائط، مشيرا إلى أنها لذلك قصفت قافلة توزيع المساعدات العائدة لمركز الطبخ العالمي مما أدى لمقتل سبعة من عمال الإغاثة منهم أربعة بريطانيين.
ولفت إلى أن بعد ذلك التصرف المشين والمرفوض تحركت بعض الدول الرافضة لذلك التصرف غير الأخلاقي وغير الإنساني لتدين تصرفات تلك الدولة المارقة، قائلا: "جميعنا ندين تلك التصرفات ونرفضها ونطالب بمحاسبة المسؤولين عنها، لكن أليس قتل وجرح واعتقال ألف وخمسمائة فلسطيني في مجمع الشفاء ومحيطه قبل الحادث المشؤوم بأيام يستحق نفس الإدانة، أم أن الدم الفلسطيني رخيص؟".
وأضاف الدويري: "تباً لتلك الإدانات التي تميز بين حقوق الناس في الحياة على أساس الدين والعرق"، متسائلا: "ألا يكفي قتل وجرح وفقدان أكثر من مائة وعشرين ألفاً لتحرك ضمير العالم (إن كان موجد أصلاً) لإيقاف حرب الإبادة التي تشن على غزة، ألا تكفي المشاهد المؤلمة لإيقاظ ضمير ساكن البيت الأبيض ليقول كفى ويوقف تزويد العصابات الصهيونية بالسلاح".
وواصل تساؤلاته: "ألا يكفي بريطانيا (وهي أُس الداء) ما عملته في المنطقة العربية وغيرها من المناطق لتسأل نفسها ماذا قدمت حضارتها للعالم غير المآسي"، مؤكدا أننا "نعيش مرحلة الانحطاط الأخلاقي رغم التقدم التكنولوجي".