تباينت ردود الفعل على الاستهداف الإيراني للاحتلال الإسرائيلي بطائرات مسيرة وصواريخ في 13 أبريل/نيسان 2024، ردا على قصف الكيان لقنصلية إيران في العاصمة السورية دمشق مطلع الشهر ذاته، بين الترحيب بالعملية والحفاوة بها، وبين التشكيك في أنها مسرحية ومجرد ضربة محدودة مسبقة الإعداد بين الطرفين لرفع العتب وتبيض صورة إيران.
العضو المؤسس لحزب التجمع يحيى عسيري، قال إن سبب التصعيد المستمر في المنطقة هو همجية دولة الاحتلال وعدم احترامها لأي من القوانين والالتزامات الدولية، ورد إيران يجب أن يُفهم في إطاره الطبيعي وهو أنه رد إيراني على اعتداءات إسرائيل عليها، وللأسف فإن دول العالم تدعم تأزيم المنطقة عبر التماهي في دعم الاحتلال الإسرائيلي وعبر ضمان إفلاته من العقاب.
ورجا الدول العربية وخاصة السعودية أن تحذر من خطورة اتخاذ أي موقف سياسي أو عسكري من شأنه دعم موقف الاحتلال أخيرًا، مؤكدا أن الاحتلال هو الإشكال الرئيسي، والغطاء العالمي على جرائمه جعله يوسع دائرة الصراع، ويزيد من توتير المنطقة وجرها لمزيد من الصراع ولما لا تحمد عقباه.
ورأى عسيري، أن لا حل إلا بتوقف دول العالم عن دعم دولة الاحتلال، ومحاسبتها على جرائمها المتواصلة، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني وحمايته في غزة والقدس وكل فلسطين.
وعد الاختلاف حول تحليل رد إيران على اعتداءات إسرائيل "طبيعي"، ناصحا: "وأنتم تقرأون التحليلات والمعلومات لا يضللكم من مُنطلق مواقفه وليست المعطيات".
وأشار عسيري، إلى أن تحليل بعضهم يأتي من منطلق أنه يكره إيران وينقدها دائمًا، أو يحبها ويبجلها دائمًا، أو من منطلق كره الاحتلال وإجرام الصهاينة، أو حب البعض لهم.
وأكد عضو الحزب عمر عبدالعزيز، أن كل ما يحدث بالمنطقة اليوم من تبعات السابع من أكتوبر، مشيرا إلى أن قيادات المقاومة الفلسطينية حولوا غزة من ورقة هامشية في ملف التطبيع، إلى عقبة قلبت المنطقة بأكملها.
ولفتت عضوة الحزب خلود العنزي، إلى أن إيران ثأرت لنفسها بضعفٍ، ولم تثأر لغزة، قائلة: "لا شيء بإمكانه أن يصرف أنظارنا عن الإبادة المستمرة في غزة، لم ينتفض لأجلهم أحد ولو تفكيراً أو تهديداً عابراً للرد على الكيان الصهيوني".
وقالت عضوة الحزب نيبال علي: "ما نأمله في هذا الهجوم هو تعقل أميركي يكبح جماح نتنياهو وإدارته الفاشلة من رد متهور"، مضيفا أن "برغم الفشل الذريع في غزة لا يزال نتنياهو يأمل أن يخلق عدو حتى يبين مدى أهمية وجوده للكيان المحتل".
وأكدت أن من غباء حكام الصهاينة العرب أن يتمادوا الآن في دعم المحتل الإسرائيلي، متسائلة: "هل أوشكت شمس الصهاينة على الافول؟".
وقال الناشط ناصر بن عوض القرني: "في وقت كان من المفترض للسعودية أن تكون أحد أهم دول المنطقة ويُحسب لها حساب قبل أي عملية عسكرية في المنطقة الآن تصبح دولة ضعيفة خائفة تترقب وتتمنى أن لا تغضب أحد"، مؤكدا أن السبب في هذا هو من ضيع مكانة البلد الدينية والعسكرية وجعل أقصى طموحاتها قرية لـ"أنمي ومصالحة بين أنغام وأصالة!".
وأشار إلى أن إيران عندما قررت الرد على الاحتلال صرحت مصر والأردن بأنها ستعترض أي هجمات تذهب للاحتلال، مؤكدا أنهم "ليسوا حتى عملاء مجرد خدم وعبيد للاحتلال".