وجه السياسي والمستشار السعودي المعارض فؤاد كوثر، رسالة لكل الأحرار والشرفاء في السعودية وخارجها الذين يؤمنون بحقوق الإنسان وحرية الشعوب التي جعلها الله حقًا وسلبها إياهم الطغاة، بأن الحق سينتصر ولو بعد حين فواصلوا العمل واستبشروا بنصر الله، والثانية وجهها للطغاة والمستبدين وأتباعهم، عروشكم زائلة ولو بعد حين بإذن الله.
رسائل كوثر جاءت عقب مشاركته بمؤتمر البحث عن الديمقراطية الذي أقيم مؤخرا بالعاصمة الأميركية واشنطن، تحت عنوان "رؤية شعبية"، برئاسة الأمين العام لحزب التجمع الوطني الدكتور عبد الله بن سلمان العودة، والذي وصفه بـ"الكريم بن الكريم"، مشيدا بالمؤتمر ومعربا عن سعادته بلقاء الرئيس التونسي السابق الدكتور محمد منصف المرزوقي.
وقال في سلسلة تغريدات دونها على حسابه بمنصة x، في 3 مايو/أيار 2024، إن "المرزوقي عطر تلك الفعالية المميزة بكلمات مباركات حول أهمية الحرية للإنسان والمجتمع، كما اكتملت غبطتي بلقاء ثلة من أحرار بلاد الحرمين الشريفين، مع الاحتفاظ بالألقاب، أمثال: يحي عسيري، عمر الزهراني، لينا الهذلول، عبدالله الجري، أحمد الحكمي".
وأشار كوثر، إلى أن قائمة الأحرار تطول، معربا عن فخره بأبناء الوطن في المهجر، وثقته بأن فرج الله قريب من المحسنين العاملين في سبيله داخل وخارج البلاد، مشيدا ومقدرا من أقام هذه التظاهرة الحضارية، وأضاف أن مؤتمر "الرؤية الشعبية في واشنطن نحو رؤية جديدة يكون للشعب فيها صوتٌ بدل استبداد الحاكم المطلق".
ودون بعض الخواطر والانطباعات عن المؤتمر الذي نظّمه ثلة من أحرار بلاد الحرمين، ودعوا فيه لأن يكون للشعب هامش حرية أكبر، وقدرًا من المشاركة في إدارة بلده واتخاذ القرارات وفق شرع الله وما أمر به، مؤكدا أن المؤتمر حظي بمشاركة فاعلة من كبار الناشطين الأحرار من السعودية.
وأوضح كوثر، أن الناشطين أكّدوا مضيّهم في العمل الدؤوب لانتشال الشعب من الظلم والقهر والاستبداد الذي أحاط بكل مفاصل حياته في عهد ابن سلمان -ولي العهد السعودي-، فضلًا عن مشاركة عدد من المؤثرين العرب والأكاديميين والنخب السياسية الأميركية المناصرين للحريات.
وأشار إلى أن الدكتور عبد الله العودة أكد أن هذا المؤتمر هو بداية مرحلة جديدة من العمل والكفاح ستؤطّر لتكوين حلف كبير لكل الحالمين بالحرية والمؤيدين لقضايا حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية حول العالم.
ولفت السياسي السعودي، إلى أن الرئيس التونسي الأسبق الدكتور محمد المنصف المرزوقي، كان من الحاضرين وألقى كلمة عن أهمية حقوق الإنسان وتوفير مظلة آمنة من الحريات للشعوب، وعرّج على الظلم والاستبداد والقمع الذي تعيشه بلاد الحرمين تحت حكم ابن سلمان، واعتقاله لكبار العلماء والنخب والكفاءات كالشيخ سلمان العودة.
وأفاد بأن معرض أقيم على هامش المؤتمر لاستعراض تاريخ العمل الحقوقي السلمي والأصوات المنادية بالحرية والتحرّر من ربقة استبداد الحكم الذي عانت منه البلاد، قائلا: "لعل أبرز من نهج مسلكيًا علميًا واضحًا لذلك (حسم) التي طرحت الفكرة الأنضج لأسلوب الحكم، ولا يزال أحد مؤسسيها الدكتور القحطاني معتقلًا".
وأكد كوثر، أن معتقلي الرأي حضروا بشدة في المؤتمر رغم تغييبهم في السجون، قائلا: "كيف لا وهم الذين كانوا يتكلمون باسم الشعب ويطالبون بحقوقه وحرياته، ابتداءً من كبار علمائه ونخبه، مرورًا بالشباب النابض بالحيوية والحب لبلده وآخرهم الفتاة مناهل العتيبي التي اعتقلت مؤخرًا بسبب تغريدة عن حقوق المرأة".
وأضاف: "رغم القبضة الأمنية لنظام ابن سلمان وشبكة التجسس الاستخباراتية على المواطنين، فقد تابع الآلاف منهم المؤتمر مباشرة، وهذا يدل على شغف الناس بحقوقهم وتطلّعهم لحرياتهم وترقّبهم لفرج الله، وأكاد أجزم أن ابن سلمان كان يتابع المؤتمر لأن الطغاة يغيظهم أن يجتمع الأحرار في أي مكان".
وجزم كوثر، بأن رسالة المؤتمر واضحة: "لن تستطيع قوة في الأرض الوقوف أمام إرادة الشعوب"، وعد غزة أوضح مثال، إذ عجزت قوى العالم الكبرى عن تركيع شعبها، رغم مشاركة أتباعهم من الأنظمة العربية العميلة كابن سلمان وابن زايد والسيسي وغيرهم في التضييق على شعبها ودعم الاحتلال عبر طريق العار البري وغيره.
وقال: "لعلّ شعبنا في بلاد الحرمين يستبعث الأمل ويستنهض الهمم من صمود شعب غزة وثباته، فهذه سنن الله في أرضه وخلقه، ومن معاني السنن الطريق، فكل من سلك درب العزة والكرامة وصل لنهايته بإذن الله".