تقارير

ضابط منشق يكشف عن سماح السلطات السعودية باستخدام القوة المميتة ضد القبائل

تاريخ النشر:2024-05-12
كشف ضابط الاستخبارات السعودي المنشق العقيد رابح العنزي، أن السلطات السعودية سمحت باستخدام القوة المميتة لتطهير الأراضي من أجل إنشاء مدينة صحراوية مستقبلية تبنيها عشرات الشركات الغربية، موضحا أنه تلقى أوامر بإخلاء قرية كاملة بسكانها من قبيلة الحويطات لإفساح المجال أمام مشروع The Line، التابع لمشروع نيوم البيئي.
 
جاء ذلك في تصريحات قالها العنزي المقيم في لندن لهيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، ووثقتها من مصدر مطلع على عمل مديرية المخابرات السعودية، إذ أكد أن شهادة العنزي فيما يتعلق بكيفية إرسال أمر التطهير وما ورد فيه، متوافقة مع ما يعرفونه عن مثل هذه المهام بشكل عام، قائلا إن الخبرة والمستوى العسكري للعقيد كان مناسبًا لقيادة المهمة.
 
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إنها لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من تصريحات العقيد العنزي بشأن القوة المميتة، إلا أنها نقلت عن العنزي قوله إن "نيوم هي محور أفكار محمد بن سلمان. ولهذا السبب كان وحشياً للغاية في التعامل مع قبيلة الحويطات".
 
وأشارت إلى أن أحد سكان قبيلة الحويطات قُتل بالرصاص بسبب احتجاجه على الإخلاء، ورفضت الحكومة السعودية وإدارة نيوم التعليق، موضحة أن مشروع نيوم، يعد المنطقة البيئية السعودية التي تبلغ قيمتها 500 مليار دولار (399 مليار جنيه إسترليني)، جزءًا من استراتيجية الرؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة بعيدًا عن النفط.

ولفتت إلى أن تصميم مشروعها الرائد، The Line، كمدينة خالية من السيارات، تم بعرض 200 متر فقط (656 قدمًا) وطول 170 كيلومترًا (106 ميلًا) - على الرغم من أنه من المتوقع أن يكتمل 2.4 كيلومتر فقط من المشروع بحلول عام 2030، وتشارك عشرات الشركات العالمية، والعديد منها بريطانية، في بناء نيوم.

وأوضحت أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وصف المنطقة التي يتم بناء نيوم فيها بأنها "اللوحة البيضاء" المثالية، لكن تم نقل أكثر من 6000 شخص للمشروع وفقًا لحكومته - وتقدر منظمة القسط لحقوق الإنسان ومقرها المملكة المتحدة أن الرقم أكبر من هذا بكثير. 

وأشارت البي بي سي إلى أنها حللت صور الأقمار الصناعية لثلاث من القرى المهدمة - الخريبة، وشرما، وجيال، وتكشف أن المنازل والمدارس والمستشفيات مُحيت من الخريطة.

وقالت إن زعم بيان صادر عن أمن الدولة السعودي في ذلك الوقت أن عبد الرحيم الحويطي فتح النار على قوات الأمن واضطروا للانتقام، وقالت منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة إنه قُتل لمجرد مقاومة الإخلاء.

وأشارت إلى أنه تم اعتقال ما لا يقل عن 47 شخصا بعد مقاومة عمليات الإخلاء، وتمت محاكمة العديد منهم بتهم تتعلق بالإرهاب، وفقًا للأمم المتحدة ومنظمة القسط، ناقلة عن القسط قولها إن من بين هؤلاء ما زال 40 شخصا رهن الاحتجاز، خمسة منهم ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام، والعديد منهم اعتقلوا لمجرد الحداد علنا ​​على وفاة الحويطي على وسائل التواصل الاجتماعي.

واستشهدت هيئة الإذاعة البريطانية بنفي القسط مزاعم السلطات السعودية إن الأشخاص المطلوب منهم الانتقال إلى The Line قد حصلوا على تعويضات، وتأكيدها أن الأرقام المدفوعة كانت أقل بكثير من المبلغ الموعود.

وأشارت إلى قول مسؤول تنفيذي كبير سابق في مشروع نيوم للتزلج لبي بي سي إنه سمع عن مقتل عبد الرحيم الحويطي قبل أسابيع قليلة من مغادرته موطنه الولايات المتحدة لتولي هذا المنصب في عام 2020، ويقول آندي ويرث إنه سأل أصحاب العمل مرارا وتكرارا عن عمليات الإخلاء، ولكن لم يكن راضيا عن الإجابات.

وأشارت إلى قول: "لقد كانت تفوح منه رائحة شيء فظيع تم فرضه على هؤلاء الأشخاص.. لا يمكنك أن تدوس على حناجرهم بحذائك حتى تتمكن من التقدم"، موضحة أنه ترك المشروع بعد أقل من عام من انضمامه إليه، محبطًا من إدارته.

‎ولفتت البي بي سي إلى انتقاد الرئيس التنفيذي للشركة البريطانية لتحلية المياه Solar Water PLC. مالكولم أو، الذي انسحب من مشروع بقيمة 100 مليون دولار (80  مليون جنيه إسترليني) لشركة The Line في عام 2022، بشدة أيضًا، ناقلة عنه قوله ‎"قد يكون الأمر جيدًا لبعض الأشخاص الذين يعيشون في تلك المنطقة من ذوي التقنية العالية، ولكن ماذا عن الباقي؟".

وأوضحت أن مالكولم أو، أضاف أنه ينبغي النظر إلى السكان المحليين على أنهم أصول قيمة، بالنظر إلى مدى فهمهم للمنطقة، وقوله ‎"يجب عليك طلب هذه النصيحة لتحسينها وإنشاءها وإعادة إنشائها دون إزالتها."

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية، إن "سكان قرية الحويطات النازحين كانوا مترددين للغاية في التعليق، خوفًا من أن يؤدي التحدث إلى وسائل الإعلام الأجنبية إلى تعريض أقاربهم المحتجزين لمزيد من الخطر، لكننا تحدثنا إلى أولئك الذين تم إجلاؤهم في أماكن أخرى من أجل مخطط آخر لرؤية السعودية 2030".

وأضافت أن أكثر من مليون شخص نزحوا من أجل مشروع جدة المركزي في المدينة الواقعة غربي المملكة العربية السعودية - والذي من المقرر أن يشمل دار أوبرا ومنطقة رياضية ووحدات سكنية وتجارية راقية.

وأوضحت أن مالكولم أو، أضاف أنه ينبغي النظر إلى السكان المحليين على أنهم أصول قيمة، بالنظر إلى مدى فهمهم للمنطقة، وقوله ‎"يجب عليك طلب هذه النصيحة لتحسينها وإنشاءها وإعادة إنشائها دون إزالتها."

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية، إن "سكان قرية الحويطات النازحين كانوا مترددين للغاية في التعليق، خوفًا من أن يؤدي التحدث إلى وسائل الإعلام الأجنبية إلى تعريض أقاربهم المحتجزين لمزيد من الخطر، لكننا تحدثنا إلى أولئك الذين تم إجلاؤهم في أماكن أخرى من أجل مخطط آخر لرؤية السعودية 2030".

وأضافت أن أكثر من مليون شخص نزحوا من أجل مشروع جدة المركزي في المدينة الواقعة غربي المملكة العربية السعودية - والذي من المقرر أن يشمل دار أوبرا ومنطقة رياضية ووحدات سكنية وتجارية راقية.

وأشارت إلى أن القسط استطلعت آراء 35 شخصاً تم إجلاؤهم من أحياء جدة. ومن بين هؤلاء، لم يقل أي منهم أنهم تلقوا تعويضًا أو وقتا كافيًا للنقل، وفقًا للقانون المحلي، وقال أكثر من نصفهم إنهم أُجبروا على ترك منازلهم تحت التهديد بالاعتقال.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية، إن العنزي يقيم الآن في المملكة المتحدة ولكنه لا يزال يخشى على سلامته، ويقول إن أحد ضباط المخابرات أخبره أنه سيُعرض عليه مبلغ 5 ملايين دولار (4 ملايين جنيه إسترليني) إذا حضر اجتماعًا في السفارة السعودية في لندن مع وزير الداخلية السعودي، لكنه رفض، لافتة إلى أنها قدمت ​​هذا الادعاء إلى الحكومة السعودية لكنها لم ترد.

وأكدت أن الهجمات على منتقدي الحكومة السعودية الذين يعيشون في الخارج ليست خالية من السوابق - وأبرزها تلك التي استهدفت الصحفي المقيم في الولايات المتحدة جمال خاشقجي، الذي قُتل على يد عملاء سعوديين داخل قنصلية البلاد في إسطنبول عام 2018، وخلص تقرير استخباراتي أميركي دامغ إلى أن بن سلمان وافق على العملية، ونفى ولي العهد أي دور له.

وأشارت البي بي سي، إلى قول العقيد العنزي إنه ليس نادما على قراره بعصيان الأوامر المتعلقة بالمدينة السعودية المستقبلية، محمد بن سلمان لن يترك أي شيء يقف في طريق بناء نيوم.. بدأت أشعر بالقلق أكثر بشأن ما قد يُطلب مني فعله لشعبي".