بينما لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يشن حرباً ضروس لا هوادة فيها على قطاع غزة بلغت يومها الـ227، ويشن غارات عنيفة وتتوغل آلياته العسكرية في مختلف أرجاء غزة، وتقصف طائراته ومدفعياته جنوب وشمال ووسط القطاع، ويتسبب في نزوح 810 آلاف فلسطيني من رفح، وارتقاء قرابة الـ36 ألف فلسطيني، تواصل الرياض مساعيها للتطبيع رسميا مع تل أبيب.
الأمين العام لحزب التجمع الوطني الدكتور عبدالله العودة، قال إن هناك تحضير على قدم وساق للتطبيع بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مضيفا أن التطبيع بين الاستبداد في الرياض والاحتلال في تل أبيب برعاية أميركية.
وأكد في تغريدة دونها على حسابه بمنصة x، في 19 مايو/أيار 2024، أن النظام السعودي في الرياض يسابق الخطى لجعل صفقة التطبيع التي وصفها بـ"الخسيسة" ثمناً لتولية محمد بن سلمان العرش.
جاءت تغريدة العودة في أعقاب تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق وعضو مجلس الحرب الحالي بيني غانتس، لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب من الحكومة إذا لم تستجيب لمطالبه بوضع خطة بحلول 8 يونيو/حزيران، لإحراز تقدم في التطبيع مع السعوديين، وتحقق القضاء على حماس وإعادة الرهائن، وتشكيل حكومة بديلة في القطاع، وإعادة السكان الإسرائيليين إلى شمال إسرائيل.
وأعقب ذلك نشر تقارير إعلامية تؤشر إلى أن مساعي تمرير التطبيع وإعلانه رسمية جارية على مختلف الجبهات، منها تقرير لوكالة رويترز، قالت فيه إن بيان أميركي ذكر أن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان أجرى اجتماعات بناءة مع ولي عهد السعودية، وأطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عليها كما بحث معه الحرب في غزة.
وتحدث سوليفان مع نتنياهو وفريقه عن اجتماعاته في السعودية والإمكانات التي قد تكون متاحة الآن لإسرائيل، وكذلك للشعب الفلسطيني، وناقش الجانبان أيضا الحرب في غزة والحاجة إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وأضاف البيان أن سوليفان "أكد مجددا على ضرورة قيام إسرائيل بربط عملياتها العسكرية باستراتيجية سياسية يمكنها ضمان الهزيمة الدائمة لحماس والإفراج عن جميع الرهائن وتوفير مستقبل أفضل لغزة".
وتحت عنوان "الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تقتربان من اتفاق أمني تاريخي محتمل"، نقلت الإذاعة الأميركية سي بي إس نيوز، عن مصدر مطلع قوله إن أميركا والسعودية "على بعد أيام" من إبرام الوثائق التي من شأنها صياغة اتفاق ثنائي تاريخي كان منذ فترة طويلة أولوية قصوى للرئيس جو بايدن لأنه سيبدأ مسارًا موازيًا لتطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل.
وأشارت إلى أن مسؤول أميركي أكد أنه تم إحراز تقدم كبير يوم السبت في اجتماع بين مستشار الأمن القومي جيك سوليفان وبن سلمان في الظهران، المملكة العربية السعودية، وهي مدينة تقع في أقصى شرق المملكة وموطن شركة النفط العملاقة التي تديرها الدولة، شركة الزيت العربية السعودية المعروفة باسم أرامكو السعودية.
وأوضحت الإذاعة الأميركية أن العنصر الأول من الصفقة يتضمن سلسلة من الاتفاقيات بين واشنطن والرياض، بما في ذلك ضمانات الدفاع والتعاون النووي المدني، مشيرة إلى أن إدارة بايدن ستعمل على تعزيز علاقاتها مع المملكة في وقت تحاول فيه الصين توسيع نفوذها في الشرق الأوسط.
وبينت أن المكون الثاني من الصفقة هو تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وهذا يتوقف على مكون ثالث معقد وطموح من شأنه أن يمهد الطريق إلى دولة فلسطينية، لافتة إلى قول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مؤخراً إن هذا الجزء من الرؤية يتطلب "الهدوء في غزة وطريقاً موثوقاً إلى دولة فلسطينية".