في كل يوم 23 سبتمبر من كل عام تحتفل المملكة السعودية بذكرى توحيدها، من الجيد أن نتذكر جميعنا في اليوم الوطني الـ91 للملكة السعودية الدول الملكية والإمبراطوريات التي صعدت ثم سقطت بعدما عمرت قرونا، وأن ننظر في الأسباب التي ترسخ الحكم وتمنحه الاستقرار ونستخلص العبر، وعلينا أن نعرف أن القمع والاستبداد يساهمان في زعزعة الاستقرار السياسي والأمني ويقود الدولة إلى ما لا تحمد عقباه، وبعكس ما يريده الحاكم! لذلك لا مناص عن حفظ حقوق الإنسان وعدم المساس بها والحكم بالعدل.
في شكلٍ من أشكال التظاهر عندما ترى جمعًا غفيرًا من المواطنين والشوارع تغص بهم، والصخب يملأ الأجواء بالاحتفالات والغناء وتمجيد الحاكم ورفع صوره ووضعها في كل مكان تقع عليه عينك، ويتمايل الناس طرباً في القصور والمدارس ونوادي الطلاب المبتعثين وعلى الطرقات، يموت حاكم ويأتِ غيره ليحكمنا وكأنه ورثنا عن والده أو كشيء من ممتلكاته، فتذهب معه صورته وتُرفع صورة “ولي الأمر” الجديد! وهكذا يتغير رمز الوطن عند الوطني المزيف!
طرب وصخب واجازات قصيرة يكثر بها اللعب وكأن هذا أقصى الأماني، إذ لا أحد منهم فكر إلى أين يقود الحاكم البلد؟! وغرّه تشييد المباني وبناء ناطحات السحاب وكثرة المقاهي والمولات والملاهي، وظن أنه بهذا تتقدم وترتقي الأوطان، وفي الواقع بلا مشاركة سياسية، بلا مواطنة حقيقية، بلا حرية لا يمكن لأي دولة أن تقف بمصاف الدول المتقدمة.
يا له من عار أن تمجد من انتهك حقوق الإنسان وجرد الوطن من معناه، من أقدم على اغتيال جمال وأهمل عبدالله الحامد طبياً حتى توفاه الله..وما زال يرمي في غياهب السجون من لا يوافق هواه، أرجو أن يكون في تلك الكثرة التي سأنعتها –بالمغيبة- الخير، عندما تعي الحقيقة وتزيل الغشاوة عن عيون الطاعة، وفي تلك القلة الصادقة أمل وخير كثير وسيبارك الله بأعمالها.
بينما هم يرقصون على أنغام الاستعباد و يترنمون، تفكر المعارضة المحبة للوطن والعدالة بإنشاء حزب سياسي يستطيع أن ينضم تحت لوائه كل من يتفق مع مبادئه السامية الساعية لتخليص الوطن من الاستبداد وتصحيح المسار الذي حُرف بسببه بأهداف تصبو إلى الديمقراطية وإعادة الأمور إلى نصابها، وهاهو حزب التجمع الوطني يكمل العام ويواصل عمله وهو لا يلوي على شيء، غير آبه بكل من يحاول أن يعرقل تقدمه، قلبه على الوطن، بخطى واثقه تغيظ العدو يتقدم، إذ لا شيء يسمو فوق النضال، نعم، المشوار قد يكون طويلاً وشاقاً ولكنه بدأ، وبالغد القريب سنحتفل معاً نحن أبناء الوطن المخلصون بتخليص وطننا الغالي من يد كل مستبد عابث طغى وتجبر، في اليوم الوطني يحق لنا أن نفرح بانجازات حزبنا الواعد و أرجو له التمكين والدوام، حزب التجمع الوطني هو ما أعوّل عليه بأعضائه الواعين، فهو بمثابة طوق النجاة لنا وللوطن، ومن سار على الدرب وصل.