عرضت قناة ال ITV البريطانية فيلم وثائقي عن انتهاك السلطات السعودية لحقوق الإنسان بعنوان " كشف الغطاء عن المملكة" والذي حظي بانتشار واسع وتفاعل بين مختلف النشطاء السياسيين والحقوقيين السعوديين، الذين حرصوا على متابعته ونشره على أوسع نطاق.
لا سيما أن الفلم كشف عن انتهاكات السلطات السعودية المختلفة بالصوت والصورة، متضمنة شهادات المضطهدين أنفسهم.
حيث تطرق الفلم الوثائقي في بدايته إلى ملف معتقلي الرأي الذي تناول حالة المعتقلة الناشطة مناهل العتيبي، وقد شاركت شقيقتها فوز العتيبي متحدثة عن زيف تمكين المرأة الذي أخذته مناهل على محمل الجد على حد قولها، إذ تم الحكم على مناهل العتيبي بالسجن 11 عاماً وتتعرض للمضايقات.
ووجهت فوز من خلال الوثائقي رسالة إلى العالم معذرة من عدم تصديق الدعايات التي تروج لتحسن الأوضاع في السعودية، وأن حقوق الإنسان أسوأ من السابق.
كما شاركت في الفلم الوثائقي وتوثيق الانتهاكات من داخل السعودية صحفية سعودية أطلقت على نفسها اسم " نورا" إذ ذهبت متخفية وقامت بتصوير بعض المقاطع مع الطبقة العاملة في مشروع نيوم وغيرها.
وكشفت عن التكلفة الحقيقية لخطط محمد بن سلمان، وسط شعورها بالمخاوف من عواقب عملها السري كصحفية وشعرها بالقلق الشديد، بسبب اعتقال عشرات الصحفيين وكل من ينقد السلطات.
وذكرت نورا أن الاعدامات قد وصلت إلى الضعف منذ وصول بن سلمان ووالده إلى السلطة عام ٢٠١٥.
وروت نورا شهادتها عندما ذهبت إلى جدة ورحت المتسولون في الشوارع، والأطفال يطلبون المال .
وبالانتقال إلى مشروع نيوم تقول أنها أُخبرت أن هناك أكثر من 100 عامل مهاجر لم يتقاضوا رواتبهم، وقد تم قطع الماء والكهرباء عنهم، وذهبت بالفعل لمقابلة العمال.
ووجدتهم من دول مختلفة وشكوا لها معاناتهم وشعورهم بأنهم محاصرون وقد تم سحب جوازات سفرهم، لكي لا يتمكنوا من العودة إلى دولهم!
ووصفت نورا قصص العمال الذين استمعت لهم بالصادمة.
وذكرت نورا أن العمال كانوا يعملون 84 ساعة في الأسبوع.
وتم عرض بعض المقاطع التي تكشف الظروف السيئة التي للمقيمين في أحد المراكز والسجون، حيث تنعدم الحياة الآدمية التي تضمن كرامة البشر كحد أدنى، يعانون من انتشار الامراض، وتحيط بهم القاذورات في كل مكان.
وقد قام بتسريب تلك المقاطع احد المعتقلين في جيزان، اسمه زارو وقد تم ترحيله إلى بلاده إثيوبيا بعد ما تم استجوابه وتعذيبه
ومن خلال مشاهدتها لمدينة جدة التي تعتبر ثاني أكبر مدن السعودية ذكرت بأنه تم تسوية أجزاء كبيرة منها لتمهيد الطريق لرؤية 2030 وأنه تم إخلاء مليون شخص! وبدت المدينة وكأنها تعرضت للحرب.
وانتقلت إلى ملف قبيلة الحويطات الذين يسكنون الأراضي التي وقع عليها اختيار بن سلمان كجزء من نيوم، إذ كان من المتوقع إخلاء حوالي عشرين ألف شخص، ولم يوافقوا على ترحيلهم من أرضهم، إذ رفض عبدالرحيم الحويطي الترحيل ثم تم قتله على إثر ذلك وتم اتهامه بالإرهاب، وجاءت شهادة رابح العنزي بهذا الصدد عندما كان يعمل ضابطاً في السعودية ويذكر بأنه تلقى أوامر من وزارة الداخلية بإخلاء مساحة من المنازل وكان الأمر باستخدام القوة القاتلة ضد هؤلاء الأشخاص الأبرياء.
وكانت من ضمن المشاركات د. مريم الدوسري ورئيسة قسم الرصد والمناصرة لينا الهذلول، تحدثنا عن استبداد محمد بن سلمان وأن السعودية مختلفة عما كانت عليه، وأن نشطاء حقوق الإنسان مستهدفين ومعوضين للاعتقال.
وذكرت لينا الهذلول أنه تم توثيق 50 حالة من اعتقال الأشخاص لرفضهم مغادرة منزلهم، وذكرت ماهو مكتوباً في لائحة الاتهام إنهم انتقلوا مشروع نيوم، ويتلقون عقوبات تتراوح من15 إلى 50 عاماً في السجن.
وقد تم الترويج لهذا الفلم الوثائقي بتاريخ 25 اوكتوبر 2024 من حساب الشركة التلفزيونية، الذي قال في تغريدة له على منصة X أن السعودية تسعى لاستضافة كأس العالم لكرة القدم تتسلل صحفية متخفية للتحقيق في حقيقة الحياة في هذه الدولة التي تزداد استبداية، وأضاف أن هذه هي المرة الأولى التي يصور فيها صناع الأفلام الوثائقية لقطات من هذا النوع منذ صعود ولي العهد محمد بن سلمان.
As #SaudiArabia bids to host the FIFA World Cup, a female journalist goes
undercover to investigate what life is really like in this increasingly autocratic state.
This is the first time footage of this kind has been filmed by documentary-makers since Crown Prince Mohammed bin… pic.twitter.com/sWwJq8SIRI— Hardcash Productions (@HardcashProd) October 25, 2024
وقام الأمين العام لحزب التجمع الوطني الدكتور عبدالله العودة بالتعليق على التغريدة بقوله:
قريباً
وثائقي بريطاني جديد عن السعودية!
قريبا 🔥🚨
وثائقي بريطاني جديد عن السعودية.. !
صحفية سعودية متخفّية ذهبت للسعودية وصورت مقاطع من كواليس نيوم والطبقة العاملة في المشاريع الكبيرة.. وأشياء أخرى.
وثائقي ينقل هذه الكوارث والانتهاكات.. للعلن..!
كونوا بالجوار! https://t.co/9oDLWJ3oGI— عبدالله العودة (@aalodah) October 26, 2024
واتبعه بمقطع من الفلم الوثائقي كتشويقة.
إذ علق عضو حزب التجمع الوطني ناصر العربي، على المقطع الذي قام بنشره د. عبدالله العودة بقوله"
من يستغرب دعم محمد بن سلمان في إبادة غزة من الوجود يشاهد هذا الوثائقي لهدمه ثلث مدينة جده دون أن ترمش له عين.
من يستغرب دعم مبس في إبادة غزة من الوجود يشاهد هذا الوثائقي لهدمه ثلث مدينة جدة دون ترمش له عين
مبس طرد سكان مدينة كاملة دون أي مبرر لكي يقيم عليها ٣ مشاريع
أكبر قاعة أوبرا في العالم، أكبر ملعب كرة قدم، أكبر حديقة سفاري
من أجل هذه المشاريع أصبح أكثر الناس دون مسكن ملك ودون تعويض https://t.co/lARt4JwoyT— ناصر العربي (@AlarabyNasser) October 26, 2024
حيث نشرت منظمة القسط للدفاع عن حقوق الإنسان في حسابها على منصة X تغريدة تدعو فيها إلى مشاهدة الفلم الوثائقي الذي وصفته بالمميز على قناة ITV بعنوان " كشف الغطاء عن المملكة"
شاهدوا الوثائقي الجديد والمميز على قناة @ITV بعنوان "كشف الغطاء عن المملكة"، الذي يتناول الواقع القاسي لانتهاكات حقوق الإنسان في #السعودية، في تناقض واضح مع الصورة الإصلاحية التي تقدمها السلطات السعودية.
مع مداخلات لينا الهذلول من القسط.@HardcashProdhttps://t.co/YETVTxrSti— القسط لحقوق الإنسان (@ALQST_ORG) October 28, 2024
فيما علق عضو حزب التجمع الوطني عمر عبدالعزيز في تغريدة له على منصة X قائلاً" وثائقي ITV عن انتهاكات الحكومة السعودية محزن وغير مسبوق"
وثائقي ITV عن انتهاكات الحكومة السعودية محزن وغير مسبوق.
خلال ساعات سيشاهده الملايين وتتكشف كذبات جديدة وفضائح موثقة بالصوت والصورة.
الجيد أن هناك أطراف جديدة بدأت تساهم في هذه التحقيقات.— عمر بن عبدالعزيز استعيدوا 🥕🥕🥕🥕 (@oamaz7) October 27, 2024
وعلق على الفلم الوثائقي الناشط يوسف الأوسي بتغريدة له عل حسابه على منصة X بقوله " لقطات جديدة تظهر لأول مرة عن ظروف الاعتقال والسجون في السعودية لقطات تبين سجون نساء وسجون رجال طافحة مراحيضها.
🚨لقطات جديدة تظهر لأول مرة عن ظروف الاعتقال والسجون في السعودية
لقطات تبين سجون نساء، وسجون رجال طافحة مراحيضها
مصدر الفيديو الفيلم الوثائقي الحديث "كشف الغطاء عن المملكة"https://t.co/TEcQa19BjK pic.twitter.com/rsCwqEYuKY— يوسف الأوسي (@yusefren) October 28, 2024
فيما قال المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع الوطني أحمد حكمي، واصفاً الفلم الوثائقي " إن الأمر لا يتعلق بالإصلاح في المملكة العربية السعودية، بل يتعلق باخفاء الانتهاكات.
“It’s not about reforming in Saudi Arabia. It’s about hiding the abuses!”@LinaAlhathloul @HardcashProd pic.twitter.com/nvS9URnj3F— Ahmed Hakami أحمد حكمي (@A7medHakami) October 28, 2024