تقارير

ينضح بالذل والتبعية.. عضوان بحزب التجمع يستنكران خطاب توسل واستجداء الفيصل لترامب

تاريخ النشر:2024-11-17

استهجن عضوان بحزب التجمع الوطني توجيه رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، تركي الفيصل، رسالة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بعد فوزه التاريخي في الانتخابات الأخيرة بالولايات المتحدة، يستجديه فيه للاهتمام الفوري بالنقاط الساخنة في المنطقة ويتعامل مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بدعوى "فتح أبواب السلام".

الفيصل طالب ترامب في رسالته التي نشرها بصحيفة "ذا ناشيونال"، باستكمال التخلص من قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس وحزب الله.
وقال له: "عندما غادرت في يناير 2021، لم تكن هناك حرب في غزة، ولم تكن إيران وإسرائيل تطلقان الصواريخ على بعضهما البعض، ولم يكن الحوثيون يعترضون الشحن في باب المندب، ولم تكن هناك حرب أهلية في السودان، وعلى الرغم من أن إسرائيل قطعت رأس قيادة كل من حماس وحزب الله، إلا أن الأخير لا يزال قادرا على قتل جنود إسرائيليين وإطلاق المقذوفات والذخائر الأخرى على إسرائيل".
 واستطرد الفيصل في حديثه لترامب: "بعبارة أخرى، نحن في حالة اضطراب أكثر مما كنا عليه عندما كنت في الجناح الغربي. في أوروبا، أصبحت الحرب في أوكرانيا حمام دم الآن، وستستمر حرب الاستنزاف هناك إذا لم تتوقف".

وبدوره، قال عضو حزب التجمع ناصر العربي، إن من يعرف تاريخ الفيصل لا يستغرب هذا التصريح، فالفيصل بالتحديد هو أول مهندس للتطبيع الذي بدأ مع مبادرة السلام، وهو كان خلف خطوط التواصل مع الجانب الصهيوني، ولا غرابه فهو متحمس للصهاينة أكثر من العرب، ولم يكن في يوم ما مع العرب ومع أمالهم ومستقبلهم.
وأضاف أن كل مطامع تركي الفيصل هو البحث عن تعزيز مستقبل حكم الأسرة الحاكمة فقط حتى لو كان ثمنها مد اليد للصهاينة والدخول كشركاء في إبادة القضية الفلسطينية.

وعد العربي، خطاب تركي الفيصل لترامب، "إجراء تكتيكي"، قائلا: "الفيصل لا يحمل صفة لتمثيل الحكومة الحالية، لكن قطعاً هو لا يتحدث بحرف واحد إلا بإذن من النظام الحالي، فهو ورقة يتم استخدامها في كل مرحلة".
وأضاف: "هذا المقال هو إعلان عن أمال الحكومة السعودية نحو ترامب بشكل غير رسمي، وهو ما سوف يترتب عليه ردة فعل من الأوساط العربية التي تسعى لحل المعضلة الفلسطينية، لهذا السعودية عبر أوراقها المتنوعة تحاول تنويع خطوط التواصل إرسال الرسائل للحكومة الجديدة قبل تشكلها، ولا غرابة أن يكون هناك خطوط تواصل مستمرة مع ترامب وفريقه".
وتابع العربي: "ليس سراً أن السعودية دعمت الحملة الانتخابية لترامب بعدد من الوسائل غير المباشرة، لكن التناقض في كل هذا أن السعودية في أقل من أسبوع أرسلت عدد من الوفود إلى طهران لمحاولة التهدئة وإبعاد نفسها عن الاشتباك الصهيوني مع إيران."
واستطرد: "يمكن أن نقول إن هذا هو نمط تفكير ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فهو يقول الشيء ويفعل عكسه، يذهب للإيرانيين ويقول لهم إننا لا نسمح لأحد أن يضربكم ولن نسمح أن تستخدم الأجواء السعودية لضرب إيران، وفي المقابل هو يشجع الصهاينة على تدمير قوة إيران الأمنية".
 وأكد العربي، أن أنصار الاستبداد والصهاينة يأملون أن ترامب سيأتي ويخلصهم من العديد من الإشكاليات وأهمها هو تعزيز العقوبات الكثيرة على الإيرانيين وإجبارها على تغير سلوكها السياسي في المنطقة. 

وأوضح أن بن سلمان والصهاينة يأملون دعم ترامب في سحق ما تبقى من الفلسطينيين في غزة وفتح باب الاستيطان فيها وفي الضفة الغربية وبدأ أزمة جديدة ونكبة جديدة في المنطقة، وربما إعطاء الفلسطينيين دولة صغيرة محاطة بالاحتلال والأردن، لكنها فاقدة للموارد والقدرات، مؤكدا أن هذه هي الدولة التي يراها بن سلمان للفلسطينيين ويسعى لإقناع ترامب بها.

ومن جانبها، قالت عضو الحزب خلود العنزي، إن خطاب الفيصل الذي وجهه للترمب ينضح بالذل والتبعية وكأنه يرى ترمب إله مُخلِّص.

وأضافت: "حتى وإن كان إقرار العالم بوجود نظام عالمي واحد غير متعدد الأقطاب متمثلاً بالنظام السياسي الأميركي إلا أننا من الضرورة بمكان أن لا نغفل أن ترمب من أكبر الداعمين للاحتلال الإسرائيلي، وأن إرادته تتبع إرادة رئيس وزراء الكيان المحتل بنيامين نتنياهو، الذي يريد استمرار حرب الإبادة على أهلنا في غزة".
ورأت العنزي، أن ترامب أثبت ذلك بتشكيل فريقه واختيار مدافعة شرسة عن "إسرائيل" كما يصفونها، فطلب من النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك، أن تتسلّم منصب مندوبة بالأمم المتحدة، وقال ترمب: "يشرفني أن أسمّي إليز ستيفانيك لتكون في وزارتي مندوبةً أميركية في الأمم المتحدة"، وتابع في تصريح لـ"نيويورك بوست": "إليز مقاتلة قوية جداً، وصارمة وذكية في حركة أميركا أولاً".

أما بخصوص مطالبة الفيصل لترامب باستكمال التخلص من قيادات حماس وحزب الله وقوله إن إسرائيل قطعت رأس قياداتهما، قالت العنزي: "هذا أراه تناقضاً كيف يريد لهذه الحروب أن تنتهي ويطالب المنقذ ترامب –كما يراه الفيصل- بذلك، وبنفس الوقت يحرضه بشكل ضمني على عدم تخفيض وتيرة الحرب واستمرارها بالمنطقة بحجة أن ثمة إسرائيليون يُقتلون".
واستنكرت أن خطاب الفيصل بدلاً من أن يرمي إلى التعاون على إنهاء الحرب وإيقاف وحشية الكيان الصهيوني، والتعامل بنديّة، نجده ينضح بالتوسل وبكلمات الذُل والتخلي عن القضية الفلسطينية، والهدف كله خوفاً من اندلاع حرب إيرانية إسرائيلية لن يسلم منها أحد، مؤكدة أن أينما وجد الاحتلال نُزع السلام.