علمت صحيفة "صوت الناس" أن السلطات السعودية أصدرت تعميما ضمنيا يقضي بإسكات أي شخص يتكلم عن الدمار الذي أحدثته السيول في جدة والرياض، وذلك على خلفية تداول مقاطع فيديو وصور على منصات التواصل الاجتماعي توثق ما أسفرت عنه الأمطار الغزيرة والسيول من أضرار في الممتلكات العامة والشخصية.
المقاطع التي تم تداولها على مدار الأيام القليلة الماضية أظهرت السيول وهي تجرف أمامها السيارات وتغطي الأبنية في شوارع جدة والرياض، كما أغرقت المحال التجارية وغمرت الشوارع والساحات.
وبدوره، قال الأمين العام لحزب التجمع الوطني، إن عادة السلطات السعودية في مثل هذه الظروف أنها تلجأ إلى التعتيم ومحاولة تجريم كل من يغطي هذه الأحداث وينشرها، وذلك عوضا عن مصارحة الشعب بحقيقة الأوضاع والإفصاح عن المشكلة الأساسية والاعتراف بها والعمل على علاجها تفاديا لما هو قادم، ولذلك يتم إخفاء تبعات.
واستنكر في حديثه مع صوت الناس، أن السلطات السعودية عوضا عن كشف الفساد وفضحه ومعالجته، تلجأ إلى ترصد كل من يفضح هذه الفساد وأثاره.
وأضاف العودة: "بالرغم من أننا أكملنا 10 سنوات على بداية عهد الملك سلمان إلا أن قصة السيول التي تفضح الفساد كلما عام، وكلما هطلت الأمطار غرقت المدن وعانى أهلها وفضحت هشاشة البنى التحتية، والأزمة لاتزال تتكرر برغم حجم الأموال الطائلة التي تنفقها السلطة على مشاريع فاشوشية.
وخاطب رأس السلطة السعودية قائلا: "كيف لك أن تبني مدينة أحلام في نيوم ومدن خرافية في الرياض وجدة وغيرها وأنت لم تستطع إصلاح بنيتها التحتية؟"، مضيفا: "هذه السيول البسيطة التي تمر كل سنة تفضح فسادك وانتهاكاتك والإجرام الذي تمارسه على أهل البلد".
وذكر العودة بمقولة والده الداعية السعودي الدكتور سلمان العودة، المعتقل في سجون السلطات السعودية حين قال في تدوينة على حسابه بمنصة x، في 28 أبريل/نيسان 2025، حين انهار المطر في مدينة الرياض إن زيارة "السيد مطر.. هو المفتش النزيه عن فساد البنية التحتية"، قائلا: "حينما ينهار المطر يفضح كل مركبات الفساد وشخصياته وصفقاته".
وأشار الأمين العام لحزب التجمع الوطني إلى أن الملك سلمان بن عبدالعزيز كان حينها وليا للعهد وعد تغريدة والده إشارة له، وفزع منها، مضيفا: "اعتقد بن سلمان حينها أن خطاب الوالد كان متجها له وربما ما حدث للوالد لاحقا من اعتقال كان جزء من الحقد والثأر الشخصي لحديث الوالد عن الفساد في الرياض".
وبدوه، قال عضو الحزب ناصر العربي، إن تحذير السكان من قبل السلطات السعودية من سوء الحوال الجوية، لا يكفي، والسلطات تعلم أنها لا قدرة لها على مواجهة التغيرات المناخية في مدن الحجاز وخصوصا مكة وجدة والمدينة، حيث أن هذه المدن تفتقر للبنية التحتية لمواجهة الأمطار.
وأشار إلى أن لدى السلطات السعودية خبرة طويلة في معاقبة من ينشر أي صور وفيدوهات تظهر فشلها في جانب من الجوانب، مؤكدا أن هذه المرة رغم كثافة السيول وتداول الكلام بين المواطنين أن ما حل بنا هو عذاب وليست أمطار، تخشى الناس من التعليق خوفاً من ملاحقة السلطة.
وأضاف العربي، أن مع هذا تجد العديد من المقاطع منتشرة في الانترنت لكنها لم تتحول إلى حشد على منصة x بسبب ترصد الحكومة السعودية لإسقاط أي موضوعات مزعجة لهم.
وعن الحل لهذه المشاكل التي تتكرر كل عام، ذكر العربي بأن في عام ٢٠١٠ فجع أهل جدة بالسيول الكبرى، التي راح ضحيتها أكثر من ١٥٠ شخص وتلفت العديد من الممتلكات، تم تشكيل لجنة تقصي الحقائق، وبعد أقل من سنة سلم خالد الفيصل التقرير للملك عبدالله، الذي ظهر في التقرير أن الحكومة مسؤوله عن هذا الكارثة بسبب الفساد الإداري.
وأضاف أنه تم إعادة تشكيل لجنة جديدة لتوزيع التهم على تجار العقار كشماعه بديله تحمل إثم هذه الكارثة، ومع الوقت تم الوصول إلى تسويه مع التجار، قائلا إن في نهاية المطاف الدولة فاسدة بكل أجهزتها والفساد مشعب في معظم مؤسسات الدولة، وأكبر مؤسسة فاسدة هي الديوان الملكي الذي يحكم الدولة.
وأكد العربي، أن الحل لا يمكن ان يأتي من سلطة فاسدة ودكتاتورية، هذه السلطة هجرت ثلث سكان جدة بالقوة الجبرية، لهذا يستحيل أن يكون هناك حل في ظل وجود هذا النوع من السلطة القمعية، مستبعدا أن تقوم السلطات السعودية بتعويض المتضررين.